طوال الاسبوع الماضي والحديث كان عن النتائج الأولية لتقرير البنك الدولي عن حالة معدل البطالة في المملكة العربية السعودية وأسبابها ، وكان من بين النتائج التي اظهرها هذا التقرير ان متوسط رواتب وأجور القطاع الحكومي في مجملها تتفوق على متوسط رواتب وأجور القطاع الخاص وان اجور العاملين بالقطاع الخاص السعودي هي الاقل من بين دول الخليج والدول الاوروبية ، وان كانت مسودة التقرير أظهرت هذه النتائج وغيرها فيما يتعلق بحالة التوطين ومعدلات البطالة في السعودية وبعض الأسباب التي تؤدي الى ذلك ، الا ان التقرير لم يتطرق الى منهجية الدراسة وأسلوب الحصول على المعلومات للتأكد من دقة البيانات والمعلومات التي نشرت في هذه المسودة . من بين النتائج التي اظهرها هذا التقرير ان متوسط رواتب وأجور القطاع الحكومي في مجملها تتفوق على متوسط رواتب وأجور القطاع الخاص وان اجور العاملين بالقطاع الخاص السعودي هي الاقل من بين دول الخليج والدول الاوروبية . وفي هذا الامر اود التعليق على أمرين هامين ، الاول هو ان على القطاع الخاص ان يراجع نفسه ويهتم بتوفير بيئة عمل متميزة وجاذبة للعمالة الوطنية وان تراعي كافة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمواطن السعودي ، وان تعمل على الارتقاء به مهنيا وماديا في نفس الوقت ، دون ان يكون لذلك ضرر او تأثير بمستوى جني الأرباح او معدلات الربحية المتوقعة ، ومراعاة الفروق بين مستويات الشركات والمؤسسات العاملة في هذا القطاع ، كما عليه ان يقوم بمراجعة مستوى الرواتب والأجور من فترة لأخرى والعمل على تعديل ما يمكن تعديله للابتعاد بالشركات والمؤسسات عن اي تسرب وظيفي وإبقائها في دائرة المنافسة بشكل مستمر الامر الثاني وهو دعوة للقطاع الخاص للعمل مع وزارة العمل لتبني برامج ومبادرات لرفع مستوى جاذبية القطاع الخاص وتحسين بيئة العمل وإجراء بعض التشريعات التي تساهم في ان يكون القطاع الخاص جاذبا للعمالة الوطنية السعودية ، وسيكون الامر صعبا اذا تم ترك ساحة الانتقاد موجهة لوزارة العمل فقط دون ان يكون هناك ردة فعل من القطاع الخاص ، حيث من المتوقع ان تتواصل القرارات الأحادية او التفاوض من اجل تحقيق مصلحة طرف على الاخر دون تعميق مفهوم الشراكة بين هاتين الجهتين ، لوضع الرؤية الصحيحة والمناسبة في هذا الجانب . وفي الختام ، على القطاع الخاص ان يسعى جاهدا في تحسين الصورة الذهنية لدى جميع الفئات دون استثناء ، حيث اهمية هذا القطاع في دفع عجلة الاقتصاد الوطني ، والا تشوّه الانجازات الكبيرة عبر السنوات العديدة السابقة التي نجح فيها في بناء كيانات عملاقة ، وان تختزل في أرقام وإحصائيات او سلبيات ممكن تجاوزها ببساطة . [email protected]