تعيش مدينة جدة نشاطا فنيا لا أقول غير مسبوق، ولكنها كثافة في معارضها المشتركة والفردية. افتتحت مؤسسة أيام قاعة لها في هذه المدينة بعد قاعاتها في دمشق ودبي ولندن، لم احضر الافتتاح إلا أنني زرت القاعة وقد اكتمل فيها معرض الفنان السوري (مهند عرابي) الذي تفتتح به انطلاقتها في جدة، يشارك الفنان ورجل الأعمال قسورة حافظ في هذه القاعة وقد تحدثت معه ذات يوم عن أهمية ان يكون للفنانين التشكيليين السعوديين حضور فيها، فأشار الى توجه في نشاط لاحق بالشباب الخليجي خاصة من يتوجه الى التيارات الجديدة، وأرى ان أي قاعة تقام في أي مدينة سعودية من الأجدى ان يكون للسعوديين نصيب من اهتماماتها، ووددت لو كان معرض مهند عرابي مشتركا بينه وبين فنان تشكيلي سعودي، وما أكثر المستويات الفنية الجيدة في المملكة. أرى أن أي قاعة تقام في أي مدينة سعودية من الأجدى أن يكون للسعوديين نصيب من اهتماماتها يتزامن افتتاح القاعة مع معرض تقيمه الفنانة عُلا حجازي في اتيليه جدة، التي تواصل النهج الذي انطلقت به منذ بداياتها، لكنها -في هذا المعرض- سعت إلى إضافات وجدتها في الموسيقى التي أخذت منها في بعض الأعمال؛ لتلصق صورا لمطربين ومطربات واغنيات وترسم إشارات موسيقية على ألواح تتخذ شكل آلة البيانو، لم تزل طفولة عُلا حاضرة وبقوة في معظم لوحتها، فهي ترسم دون تأثير سوى ما تبعثه روحها وعواطفها، تستمتع بلحظتها وهي تلون او ترسم او تغمض عينيها لتكتشف نتيجة ما تفرحها، اطلعت على المعرض قبل افتتاحه، وكان فرح الفنانة غامرا؛ يقابل خوفها وقلقها، وان حملت إلينا نشوة الرسم ومتعة ممارسته دون عوائق الآراء والتوجيهات أو المكتسبات؛ سوى ما يعني خبراتها وما تبعثه متعتها لحظة ممارستها الفنية، لمست في بعض الأعمال روح شاجال ووجوه أسماء فيومي، اما نوافذها فقد أرادتها -علا- مفتتحا على الحياة التي تعيشها بالفن وبحبه. الذهاب إلى قاعة في نادي الفروسية بجدة حيث مزاد فني لم يكن سوى عرض بعض الأعمال لدار مزادات سوذبيز ولمدة يومين؛ ينفتح -هذا العرض- على أعمال مجموعة من الفنانين الشباب (عمود نور، او جوّ)، هو ما طرح في نفسي سؤالا عن مدى العلاقة بين المعرضين؛ مع الفارق!!؟.