بعد إصدار إحدى المحاكم المصرية أحكامها في قضية "مجزرة بورسعيد"، هاجم شبان غاضبون من جماهير النادي الأهلي "ألتراس أهلاوي" عدداً من المنشآت العامة، وأضرموا النار في مقر الاتحاد المصري لكرة القدم، ونادي الشرطة، فيما قام المئات بقطع الطرق الرئيسية، مما أدى إلى إصابة العاصمة بحالة من الشلل. وأفاد التلفزيون المصري باندلاع حريق هائل في مقر اتحاد الكرة، بعدما تمكن المئات من عناصر "ألتراس أهلاوي" من اقتحام مبنى اتحاد الكرة، الواقع بمنطقة "الجبلاية" بالجزيرة، بالقرب من موقع النادي الأهلي، "اعتراضاً على الأحكام الصادرة بحق المتهمين" في قضية "مجزرة بورسعيد"، التي راح ضحيتها 74 من مشجعي الفريق الأحمر. وذكر موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الحكومي، أن المهاجمين قاموا بتحطيم إحدى ماكينات الصرف الآلية، التابعة لأحد البنوك أمام مقر اتحاد الكرة، فيما قام عشرات المحتجين بقطع كوبري "6 أكتوبر"، أكبر المحاور المرورية بالعاصمة المصرية، فيما أشارت تقارير إلى أن مئات آخرين توجهوا إلى مقر وزارة الداخلية بوسط القاهرة. كما أفاد التلفزيون الرسمي بأن عدداً من ألتراس الأهلي اقتحموا مقر نادي الشرطة، في منطقة الجزيرة أيضاُ، وأطلقوا وابلاً من الشماريخ النارية، مما أدى إلى اشتعال النيران في محتويات النادي، وتصاعدت ألسنة اللهب، وغطت سحابة من الدخان الكثيف سماء العاصمة، مشيراً إلى سقوط عدد من المصابين، مازالت تجري عمليات حصرهم. وفي بورسعيد، أصدرت رابطة مشجعي النادي المصري "غرين إيغلز" بياناً عبرت فيه عن غضبها من الأحكام الصادرة بحق المتهمين في أحداث "المجزرة"، التي شهدها إستاد المدينة الساحلية مطلع فبراير/ شباط من العام الماضي، ودعت أعضاءها للتجمع أمام المقصورة الرئيسية لإستاد بورسعيد. وفيما اعتبر بيان "غرين إيغلز"، الذي تلقته CNN بالعربية، أن الأحكام الصادرة في القضية "مسيسة"، بهدف "تهدئة طرف يخشاه النظام"، فقد شدد البيان على أن "بورسعيد ليست ملطشة أو كبش فداء، لترضية طرف على حساب مدينة يظنون أنها صغيرة وسهل المنال منها." وكانت محكمة جنايات بورسعيد، قد أصدرت في وقت سابق السبت، أحكامها في القضية التي أثارت اضطرابات واسعة في مصر، تضمنت معاقبة 21 متهماً بالإعدام شنقاً، بالإضافة إلى معاقبة 23 بالسجن لفترات تتراوح بين المؤبد وخمس سنوات، وتبرئة 28 آخرين.