اشتبكت القوات الاسرائيلية مع مصلين في ساحة المسجد الاقصى بالبلدة القديمة في القدس امس الجمعة وأطلقت قنابل صوت لتفريق المصلين الذين رشقوها بالحجارة. ودخل عشرات الضباط ساحة المسجد بعد أن رشقهم مئات المحتجين بالحجارة وبقنبلتين حارقتين بعد صلاة الجمعة , ما ادى لاصابة 75 مواطنًا, عقب ان احتج المصلون على اهانة الاحتلال للمسلمين والقرآن الكريم والاعتداء على طلبة العلم بالمسجد.وأطلق عشرات جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت على المصلين قبيل الانتهاء من أداء صلاة السنة البعدية، واندلعت مواجهات بين الشبان -الذين رفع بعضهم المصاحف - وقوات الاحتلال بالمكان. وقال شهود عيان إن الجرحى أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز إضافة لنحو 15 أصيبوا جراء الضرب بالهراوات، كما أصيب أحد جنود الاحتلال بحروق خلال المواجهات. وكانت النيران اندلعت في الباب الشرقي للمسجد القبلي تمكنت الطواقم الاطفائية من السيطرة عليه بعد أن اطلقت الشرطة القنابل على الباب وفق ما أفاد به حراس المسجد الأقصى . وتمكن المصلون بمساعدة طواقم الاسعاف من اخراج عشرات المواطنين الذين اصيبوا باختناق داخل المسجد القبلي بعد أن انسحبت القوات المقتحمة من الساحات . فيما اندلعت مواجهات بعد ذلك في حي باب حطة ألقى خلالها الشبان الحجارة باتجاه الجنود ما أسفر عن اصابة أحد جنود الاحتلال في رأسه ,وكان جندي آخر أصيب في باحات الأقصى خلال المواجهات التي أعقبت اقتحامه. وكانت شرطة الاحتلال منعت طواقم المسعفين العرب من الدخول الى باحات الأقصى قبيل الصلاة كما منعت ادخال معدات الاسعاف التابعة لتلك الطواقم وفرضت قيود مشددة على دخول طواقم اسعاف اخرى . وبعد انتهاء صلاة الجمعة مباشرة اقتحمت قوات كبيرة من الوحدات الخاصة للشرطة الاسرائيلية ساحات المسجد الاقصى المبارك , وشرعت على الفور باطلاق قنابل الصوت والغاز والاعتداء مباشرة على المصلين . وامتدت المواجهات لمحيط المسجد الأقصى في حيي الواد وباب حطة بالقدسالمحتلة. وكان خطيب المسجد دعا في خطبته للتصدي لانتهاكات الاحتلال لمشاعر المسلمين وحرمة الأقصى خلال الأيام الماضية، حيث الاعتداء بركل المصحف الشريف ونزع الحجاب عن المسلمات بالمدينة المقدسة. وخرجت جماهير حاشدة في القدسالمحتلة والداخل المحتل وقطاع غزة في مسيرات عدة تنديدًا بانتهاكات الاحتلال واعتداءاته المتواصلة في القدس والأقصى وضد الأسرى والمعتقلين في السجون. وفي الضفة الغربية شيعت جماهير رام الله الجمعة جثمان الشهيد محمد سميح عصفور (22 عامًا) الذي قضى أمس متأثرا بجروح أصيب بها قبل نحو أسبوعين خلال مواجهات اندلعت بقرية عابود شمال رام الله وسط الضفة المحتلة. وشارك حشد جماهيري كبير وعدد من قيادات حركة حماس والفصائل والشخصيات الوطنية في مسيرة التشييع، وألقيت العديد من الكلمات التي أكدت على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة المحتل. ودعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان إلى إطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية، مهيبا بالجماهير الفلسطينية أن تأخذ قرارها بنفسها، وإطلاق ثورة بكافة الأشكال على المحتلين، دون انتظار تعليمات أو قرارات من الجهات القيادية في التنظيمات والقوى على اختلافها. واستشهد الشاب عصفور صباح أمس في أحد المستشفيات الإسرائيلية، بعد نقله من مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس لخطورة وضعه الصحي. وكانت قوات الاحتلال اقتحمت قرية عابود شمال رام الله في 23 من شباط الماضي ما أدى إلى إصابة أربعة مواطنين في حينه.والشهيد عصفور من طلبة جامعة القدس أبو ديس، ويدرس في كلية الآداب وهو على أعتاب التخرج.