رضا المواطنين ومراجعي الدوائر الحكومية وتعزيز الأداء الحكومي أخذ اهتماماً كبيراً من القائمين على قيادات الدولة ، وما زال العديد من المواطنين ومراجعي الدوائر الحكومية يتذمرون من تأخير معاملاتهم وسوء الخدمة المقدمة واللا انضباطية والتسيب الوظيفي من أغلب موظفي الدوائر الحكومية ، والمؤسف ان المسألة وصلت حتى الى بعض مدراء المكاتب والمسؤولين في بعض الدوائر الحكومية وخاصة في طريقة التعامل مع المواطن او المراجع التي تميل الى (الغطرسة) ، فكيف سيكون الحال اذا تقلد هؤلاء الموظفون والمسؤولون مناصب رفيعة المستوى في الاجهزة الحكومية اذا كان تعاملهم مع المواطن بهذه الطريقة في ظل محدوديات صلاحياتهم؟ كم أنت محظوظ لو كان لديك (واسطة) في إحدى الدوائر الحكومية لانهاء معاملتك او الحصول على اجابات كافية لاستفساراتك ، وكم انت محظوظ لو تمكنت من انهاء معاملتك في نفس اليوم دون الحاجة الى كلمة (طال عمرك) ، اصبح الوضع مملاً يميل الى المذلة عند مراجعة بعض الدوائر الحكومية، وبناء على إحدى الدراسات التي اجريت مسبقاً تبين بأن (70بالمائة) من الموظفين في القطاع الحكومي متسيبون في العمل، ومتوسط انتاج الموظف الحكومي هو 3 ساعات يوميا فقط ، فهل المسألة نابعة من سوء التنظيم الاداري، ام من انعدام الضمير ، حان الوقت إلى تنفيذ برنامج «المراجع السري» او «المراجع الخفي» للوقوف على مستوى أداء موظفي الدوائر الحكومية وخاصة المعنية بالتعامل بشكل مباشر مع المواطن أو المراجع ام الامانة أصبحت مفقودة لدى بعض موظفي الاجهزة الحكومية؟ في الوقت الحالي وبعد التغيرات الإدارية في المنطقة ، أرى أنه حان الوقت الى تنفيذ برنامج «المراجع السري» أو «المراجع الخفي» للوقوف على مستوى أداء موظفي الدوائر الحكومية وخاصة المعنية بالتعامل بشكل مباشر مع المواطن او المراجع ، ولزيادة الانضباطية ورفع مستوى الخدمات المقدمة وتعزيز الاداء الحكومي ووضع فروع الدوائر الحكومية في المنطقة تحت المراقبة المستمرة ، وتتم دراسة تقارير البرنامج والاشراف عليها من قبل لجنة مختصة في إمارة المنطقة لإتخاذ الاجراءات التي من شأنها تدارك الخلل وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب بالاضافة الى تحديد نقاط الضعف ونقاط القوة في كل دائرة حكومية ويتم ارسالها الى الدائرة المعنية للاستفادة منها في تطوير العمل. وبالتأكيد سيهدف هذا البرنامج الى احداث نقلة نوعية في أداء الدوائر الحكومية وتطويرها والارتقاء بمستوى الاداء فيها من خلال توفير حافز معنوي وبيئة عمل تحفيزية تشجع على روح المنافسة الشريفة بين الدوائر الحكومية وتحسين الانتاجية وزيادة الكفاءة. ما تزال بعض الدوائر الحكومية لا تعير رأي المواطن أي اهتمام بل تميل إلى التعامل مع المواطن كمراجع مغلوب على أمره فقط ، والسبب يعود الى ضعف الرقابة المستمرة على أداء موظفي الدوائر الحكومية ، ودور المواطن مهم في تطوير عمل اي دائرة حكومية بإبداء رأيه ومقترحاته للجهات المسؤولة، فهل تشهد المنطقة خلال الفترة القادمة نقلة نوعية في تعامل موظفي الدوائر الحكومية مع المواطنين؟ Twitter: @Khaled_Bn_Moh