هناك فرق في السياق الأمني بين الظاهرة الإجرامية والحالة الأمنية، فالأولى تكشف عن بروز نمط إجرامي في مراحل أولية، أما الثانية فتكشف عن وضع ينطوي على تدبير لاختراق أمني على نطاق واسع، ولست بالطبع معنيا بالتفسير الأمني الحاسم لذلك غير أني أتجه لوضع الممارسات الإجرامية للمتسللين الاثيوبيين عبر حدودنا الجنوبية وقيامهم بارتكاب عدد من الجرائم التي تصب في وضع الحالة الأمنية، فهؤلاء في تقديري ليسوا مجرد مخترقين للحدود بحثا عن عمل وإنما هم يقدمون متسللين من أجل أهداف محددة تهدد الأمن الوطني. لا أميل مطلقا لتسطيح وضع الاثيوبيين والتعامل معهم في إطار الاختراق العادي للحدود بحثا عن الرزق وهربا من جحيم الوضع الاقتصادي في بلادهم، فمعدلاتهم ارتفعت بأكثر مما هو ظاهرة ويستغلون تردي الأحوال الأمنية في اليمن للدخول الى بلادنا، إلى جانب ذلك فإنهم يأتون من مواقع جماعات الحوثيين والذين لديهم مصالحهم من إرباك الحدود الجنوبية وفتحها لمزيد من الاختراقات، لأنه في الواقع ليس هناك تهديد بالاختراق الحدودي سوى الجنوب وذلك يفتح الباب أمام مزيد من الأسئلة والاستفهامات حول مبررات الاختراق المتكرر للحدود وارتكاب جرائم بحق المواطنين. من كانت هذه جرأته فهو مصدر خطر مؤكد يفتح ملف الحالة الأمنية على مصراعيه لاستكشاف خطر الأثيوبيين على بلادنا وفي مثل هذا التوقيت ودوافعه فالأمر لا يمكن أن يكون مجرد تسلل طلبا للرزق ولكن هناك أهدافا خفية يجب أن ندرك أهمها. هل هناك بوادر ارتباط بينهم وبين جماعة الحوثيين؟ هل هناك أياد خفية أكبر تدعم مثل هذه الاختراقات ؟ طبيعة الاثيوبيين، لمن لا يعرفهم، قائمة على تشكيل العصابات وهم يتحركون في هذا الإطار حماية لأنفسهم، وذلك يفتح أمامهم أبواب الجريمة واستشهد بما حدث لمواطن أبلغ عن جماعة من الاثيوبيين فكان رد فعلهم أنهم قاموا بضرب وتكسير أسنان ابنه عقابا له على التبليغ عن زملائهم، ذلك يعني تهديدا لأمن هذا المواطن، ووجود حالة من الانفلات الأمني في الجانب اليمني تجعلهم يجرؤون على مثل هذا السلوك الإجرامي، ومن كانت هذه جرأته فهو مصدر خطر مؤكد يفتح ملف الحالة الأمنية على مصراعيه لاستكشاف خطر الاثيوبيين على بلادنا وفي مثل هذا التوقيت ودوافعه فالأمر لا يمكن أن يكون مجرد تسلل طلبا للرزق ولكن هناك أهدافا خفية يجب أن ندرك أهمها هل هناك بوادر ارتباط بينهم وبين جماعة الحوثيين؟ هل هناك أياد خفية أكبر تدعم مثل هذه الاختراقات؟ ينبغي أن نمد النظر إلى أبعد من فكرة التسلل وتكراره على هذا النمط يتطلب أن نضع حدا له، فتهديد أمن وسلامة مواطن وعائلته يكشف عن استعداد إجرامي عميق لدى هؤلاء، وإذا تجاوزوا هذه المرحلة قد يتطور جرمهم إلى أبعد من ذلك، فليس من يتسلل يكون بهذه الجرأة على الاعتداء على مواطن، وليس بعيدا عنا ما حدث في سجن الرياض من مضاربات واعتداءات بين اثيوبيين ومواطنين، وإذا كانت هذه الجنسية بهذه الروح العدائية الجريئة فهي بالتأكيد مصدر خطر وقلق أمني ينبغي معالجته قبل أن نشهد أو نقرأ عن مزيد من التعديات والانتهاكات لأمننا الوطني، يجب أن يكون هناك حزم بشكل أكبر لمواجهة هذه الظاهرة، وتضافر الجهود الثنائية بين المملكة والجمهورية اليمنية لضبط الحدود خصوصا من الجانب اليمني الذي على ما يبدو يعاني من ضعف أمني انعكست آثارة السلبية علينا، فنحن في غنى عن انتاج حوثيين بشكل آخر ويتلقون دعما منهجيا من أطراف خارجية للتوغل في بلادنا وتهديد أمنها ولعب أدوار عبثية بأمنها، فالخطر أكبر من حالة الاختراق الحدودي وارتكاب جرائم على نهج الاعتداء الجسدي وتصنيع الخمور وممارسة الرذيلة والسرقة والسطو، فجرأة هذه الجنسية تتطلب أن نقف عندها ونضع لها ألف حد وحساب قبل أن تستفحل وتقع الكارثة. @mohannaalhubail