يعترف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن المعارضة السورية بحاجة إلى مساعدة. وليس ذلك جديداً لأن أي مراقب للمشهد السوري يعرف أن الثورة السورية عزلاء وتواجه نظاماً وحشياً مسلحاً بدعم دولة كبرى هي روسيا ودولة إقليمية هي إيران، مفرطة في العدوانية للشعب العربي السوري. وفي وقت تمنع الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، السوريين من التسليح للدفاع عن أنفسهم، يزود النظام بأفتك الأسلحة الروسية ومنتجات المصانع الإيرانية. ولا تكفي مواعظ كيري للنظام السوري بأنه لن يتمكن من السيطرة على سوريا باستخدام السلاح، إذ يتعين على الإدارة الأمريكية التي تدعي صداقتها للشعب السوري وتدعي وقوفها إلى جانب حقوق الإنسان والشعوب المغلوبة، أن تقف وقفة صادقة وتاريخية مع الشعب السوري وأن تبادر اما إلى السماح بوصول الأسلحة إلى المقاتلين السوريين أو توجيه ضربة عسكرية للنظام لوقف جرائمه وعدوانه، أو على الأقل تمنع روسياوإيران من التدخل في الشأن السوري ومنعهما من إمداد النظام بأدوات الموت. وكيفما كانت الحال، فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتحمل مسئولية أخلاقية ومسئولية مباشرة بتلكؤ المجتمع الدولي عن مساعدة الشعب السوري ومنع جرائمه الوحشية. خاصة بعد أن ثبت بالمشاهد الحية ولكل ذي لب، أن نظام الأسد قد تخلى حتى عن أقنعته التجميلية، وبدأ يفصح عن عمالته وأنه وكيل مخلص لإيران وأن طهران هي التي تدير الأوضاع في سوريا الأسيرة. وفي الحقيقة فإن نظام الاسد لا يملك أي قرار في سوريا، وإنما هو منفذ أمين لأوامر طهران وقادة ميليشياتها، وأي محادثات مع نظام الأسد ورعاته ليست إلا مضيعة للوقت، إذ ليس لدى طهران أو موسكو إلا مشروع واحد هو قتل السوريين وتدمير المدن السورية، وهو المشروع الذي تنفذه موسكووطهران في سوريا، بأدوات النظام أو بعدوان مباشر من ميليشيات تابعة لإيران تنجز مهام التطهير العرقي والطائفي بأبشع صورها، وبكرم سخي من حمى التسليح الروسي للنظام. والشعب السوري يعرف هذا، ويعرف أيضاً أن الولاياتالمتحدة تتلكأ، وتحاول المتاجرة بالقضية السورية اما لحساب إسرائيل أو لحساب محادثات الملف النووي أو على قضايا عالقة بين واشنطنوموسكو. لهذا يعتمد السوريون على أنفسهم وعلى إخوانهم في العروبة الذين يقفون مع السوريين ويدعمون قضيتهم العادلة ولابد لهذا الليل أن ينجلي، لأن إرادة السوريين أقوى من عملاء النظام وميليشيات إيران وأسلحة موسكو. وقد أثبت السوريون قوة بأسهم، إذ تمكنوا من تحقيق انتصارات باهرة على الرغم من الاستماتة الإيرانية الروسية في دعم نظام الأسد.