بابتسامته التي تمنحك مزيداً من الأمل والتفاؤل بالحياة يقف الشاب عبدالرحمن آل مداوي – من ذوي الاحتياجات الخاصة - أمام مقر نادي «التحدي» بمهرجان الحدائق والنباتات بالجبيل للحديث مع الشباب والصغار عن سبل الوقاية من الحوادث والتقيد بالنظام المروري ، عارضاً لهم بعض المقاطع التوعوية عن السلامة المرورية ، لعله يجبنهم الحوادث والتي كان أحد ضحاياها قبل تسع سنوات كانت نتيجتها أن أصبح «ثابتاً» على كرسي «متحرك» . يقول عبدالرحمن آل مداوي في حديثه ل (اليوم) «استقبل الصغار في مقر نادي التحدي بتقديم الحلوى والورود كل يوم، وأقوم بتصويرهم - مجاناً - على الدبابات التي يحبونها كثيراً ولكن شريطة أن يلبسوا خوذة السلامة ، كما يقوم أعضاء النادي من الشباب المتطوعين بعرض بعض المقاطع التوعوية للشباب الزائرين لخيمة النادي بمهرجان الحدائق والنباتات بكورنيش الفناتير بالجبيل الصناعية». ويضيف: «أعشق العمل التطوعي الخيري كما أعشق التحدي واثبات الذات لرسم صورة مغايرة عن - المعاق - في مجتمعنا «، ويرفض آل مداوي تسمية ذوي الاحتياجات الخاصة ويقول «نحن ذوي التحديات الخاصة» . وعن بداية حكايته يقول عبدالرحمن «في عام 1425ه تعرضت لحادث مروري بعد تخرجي من المرحلة الثانوية كانت نتيجته شللا نصفيا مما أقعدني عن الحركة لأصبح ملازماً للكرسي المتحرك ، مكثت بأحد المستشفيات لمدة أربعة أشهر وخرجت بعدها بعزيمة أكبر للمضي قدماً في هذه الحياة لإيماني بقضاء الله وقدره ، حيث التحقت بكلية الجبيل الصناعية لأتخرج منها كأول طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة وبتقدير ممتاز ولله الحمد والمنة «. يتحدث عبدالرحمن عن نظرات الناس التي تلاحقه دوماً في كل مكان يذهب إليه فيقول «كانت تزيد في روحي الثقة والصمود وبأنها نظرات إعجاب وفخر بشخص تجاوز اعاقته لتحقيق احلامه وخدمة مجتمعه من خلال العمل التطوعي» . ويتحدث عبدالرحمن آل مداوي عن حلمه فيقول «الحمد لله تحقق الحلم أخيراً بفضل الله ثم بتعاون العديد من الجهات بالجبيل الصناعية» . ويضيف «نعمل في نادي» التحدي «لإيصال رسالة تهدف إلى بناء نواة لمجتمع حضاري يتبناه شباب مميزون سلوكيا وأخلاقيا من شباب مدينة الجبيل الصناعية ليكونوا قدوة لشباب المناطق الأخرى، كما نسعى للحفاظ على ارواح الشباب من الحوادث المرورية وزرع الوعي المروري في نفوسهم ، وتأصيل احترام القوانين المرورية ورجال الأمن والالتزام بقواعد السلامة ونشر ثقافة الأعمال التطوعية بين افراد المجتمع والمحافظة على ممتلكات المدينة ومرافقها العامة» . ويقدم عبدالرحمن آل مداوي رسالته لذوي الاحتياجات الخاصة فيقول «ثق بالله سبحانه وتعالى واحمده على قضائه وقدره، حقق حلمك ، لا تهتم بنظرات الآخرين ، الاعاقة بالعقل لا بالجسد ، حينما تبدأ بتحقيق حلمك ستجد العشرات من أيدي - الطيبين - تمتد إليك فمجتمعنا ما زال بخير « . ويختم عبدالرحمن حديثه بجملته التي يرددها دوماً «أشكر جريدة (اليوم) لوقوفها بجانب من لا يستطيعون الوقوف ، مشدداً على أن جميع أعضاء نادي «التحدي» يستحقون الشكر والتقدير لوقوفهم معه كثيراً ، ولكونهم شباباً يعشقون .. التحدي».!