الآباء والأمهات بالطبع الذين يتباهون بأبنائهم الذين يتقنون اللغة الإنجليزية أكثر من العربية ؛ ولا يستطيعون التعبير بغيرها ؛ برامج وأفلام كلها باللغة الإنجليزية. أما البرامج العربية فليست في قاموسهم على الإطلاق ؛ ناهيك عن اللكنة المكسرة نتيجة الكم الهائل من البرامج الأجنبية ؛ لكنة مكسرة وكأنهم من أبناء غير العرب. لغتنا الأم لغة القرآن الكريم التي يقدسها ويؤمن بقداستها مليار ونصف المليار من البشر في العالم بخطأ عفوي وسوء تصرف يخسرها الأبناء فيخسرون تبعاً لذلك الثقافة الإسلامية والعربية والتراث والهوية والتاريخ. لغتنا الأم لغة القرآن الكريم التي يقدسها ويؤمن بقداستها مليار ونصف المليار من البشر في العالم بخطأ عفوي وسوء تصرف يخسرها الأبناء فيخسرون تبعاً لذلك الثقافة الإسلامية والعربية والتراث والهوية والتاريخ.لغتنا العربية كادت أو تكاد تنسلخ من ألسنة أبناء هذا الجيل للأسف الشديد ؛ لا أنتقد تعلم اللغات الأجنبية، بل أدعو وأؤكد على تعلمها وإتقانها ؛ لكنني انتقد من يغالي فيها لدرجة أن ينسى أطفاله لغتهم الأم لغة القرآن الكريم كتاب الله تقدس وتعالى. من يكره أن يجيد أبناؤه لغات العالم ويتقنها خاصة الإنجليزية ؟ لكن ليس على حساب اللغة العربية؟ هذا الجيل بحاجة لتقوية هويته الوطنية ورعايتها ؛ ومن المؤسف أن البعض منا بهدف التطور ومواكبة العصر يسجل أبناءه في مدارس أجنبية ما يسبب زيادة ضعف اللغة العربية وتهميشها لدى الأبناء. لا ألوم المغتربين في دول أمريكا وأوروبا كثيراً لأن الظروف فرضت عليهم الاغتراب دراسياً أو عملياً ؛ ألومهم كثيراً عندما يتركون لأبنائهم العنان للغات الأجنبية وينسون هويتهم ولغتهم الأصل؛ حتى وإن سلمنا بأن اللغة الإنجليزية هي اللغة السائدة عالمياً فلا يجب أن تضيع لغة الفطرة والدين الحنيف؛ أرجو من كل الآباء والمربين والإعلام وخطباء المساجد تصحيح المفاهيم للناس على اختلاف مشاربهم. مدارس أجنبية منتشرة ليست في السعودية فقط، بل في كل الدول العربية؛ والتعليم من المحاور الأساسية التي تؤثر في شخصية الطفل وتلونه باللون الذي تريده، فكيف بسلب اللغة ؟ أكرر : أنا لا أعارض تعليم اللغات، بل أؤكد عليها، فقد أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) زيد بن ثابت بتعلم السريانية أو العبرانية، لأنه لا يأمن اليهود على كتبه ورسائله في المعاهدات والاتفاقيات، فأتقنها زيد في ستة عشر يوما. أخشى فقط من تهميش العربية ؛ لم لا يتحدث أبناؤنا اللغتين العربية والإنجليزية بطلاقة ؟!! هذا ما أتمناه. خسارتنا ستكون هائلة عندما يكاد هذا الجيل يفقد لغة الضاد ؛ ويتطبع بطابع الغرب ويقلده في الصالح والطالح. نحن - ولله الحمد - الدولة الوحيدة التي - بفضل الله - ثم بفضل رجالها لم تستعمر، فلماذا نسمح للاستعمار اللغوي الأجنبي بأن يستعمر أطفالنا. الاستعمار اللغوي أسوأ أنواع الاستعمار.. رجاء فكروا في سلبياته. [email protected]