البروفسور ليون بارخو، أستاذ ومفكر سويدي يُحب العرب ويُجيد العربية، ينشر مقالات في صحيفة الاقتصادية عن التنمية في الخليج مُقارنة بدولة السويد (8 ملايين نسمة). خصص منها سبع مقالات لتوجيه نقد لاذع للتعليم في الخليج، وعلى وجه الخصوص تهميش العربية، مُقارنة بالسويد التي تُدرس جميع العلوم بلغتها الأُم. سأقتبس من تلك المقالات العبارات التالية: (لمصلحة من يجري تهميش العربية في بعض بلدان الخليج؟). (الدراسة في السويد باللغة السويدية. نعم هناك مناهج متطورة لتعلم لغات أجنبية لكن السويدية لها الأولوية المُطلقة) (بعد زيارتي لبعض دول الخليج أدركت أن لغة القرآن في تراجع خطير) (الأسوأ هو موقف الوالدين في الخليج الذين يتباهون بإرسال أبنائهم لمدارس إنجليزية) (الاستعمار اللغوي أبشع استعمار عرفه التاريخ البشري) (كل هذا التطور الهائل الذي حصل في السويد والنمو المستقبلي الذي تُخطط له لم يحدث على الإطلاق على حساب لغتها وثقافتها) (الأجنبي القادم للسويد هو الذي يجب عليه التأقلم، بينما الأجنبي في الخليج يجلب معه لغته وثقافته ومناهجه التعليمية) (الاستعمار اللغوي أسوأ من الاحتلال العسكري) (ماذا سيخسر العرب لو خسروا لغتهم؟) (التطور والتمدن الذي يحصل على حساب اللغة الأم في أي بقعة في العالم يؤدي إلى نتائج كارثية.. فهو تطور كاذب ومغشوش) (الدولة في السويد تولي اللغة الأم اهتماماً استثنائياً) (الطالب في السويد يتخرج وقد درس بلغته الوطنية وتلقى تعليمه حسب المناهج الوطنية وليس الأجنبية، ومع ذلك تراه يجيد الإنجليزية) (التعليم في السويد وطني من ألفه إلى يائه. لا يمكن أن تقبل السويد أي مدرسة أجنبية وإن قبلت فتشترط التعليم باللغة الوطنية والمناهج الوطنية) (قلت لمسؤول خليجي تعليقاً على التعليم بالإنجليزية: هذا استيطان أجنبي مثل الاستيطان الصهيوني مع الفرق أن الأخير يأتي عنوة بينما هذا الاستيطان تُقدمونه للأجنبي على طبق من ذهب) (في السويد 45 جامعة..والتعليم برمته وطني، أي أن الدراسة والمناهج وكل ما يدرس ويتدرب عليه الطلبة وطني مئة بالمئة لأن وسيلة تلقينه هي اللغة الوطنية). انتهت مُقتطفات مقالات البروفسور السويدي (بارخو) التي اقتبستها من عدة مقالات مع بعض التصرف اليسير الذي لا يخل بالمعنى. وسأُتابع في المقالات التالية إن شاء الله تسليط الضوء على ما أرى أنه من أهم عوائق التنمية الاقتصادية في المملكة: ازدواجية اللغة وتعددها بين لغة التعليم العام، ولغة التعليم العلمي الجامعي، ولغة الأعمال، وما ستفرزه هذه الازدواجية من تنمية كاذبة خادعة، وما ستستنزفه من موارد مادية ومعنوية لا تُقدر بثمن.