هدَّدت الفصائل الفلسطينية بإنهاء التهدئة مع «إسرائيل» إذا لم تتوقف عن ممارساتها التعسفية والعنصرية القمعية بحق الأسرى الفلسطينيين داخل السجون، وخاصة المضربين عن الطعام. وحذَّرت الفصائل إسرائيل من عواقب استمرار سياستها ضد الأسرى وحمَّلتها المسؤولية الكاملة على حياتهم. ونقلت إدارة عيادة سجن الرملة الإسرائيلي الأسير جعفر عزالدين، وطارق قعدان، وسامر العيساوي إلى مستشفى»أساف هروفيه» نتيجة التردي المفاجئ لوضعهم الصحي. وعلمت «الشرق» أن الفحوصات التي أجريت للأسيرين عزالدين وقعدان أظهرت وجود مشاكل في عمل بعض الأجزاء الحيوية في الجسم، كالقلب والكلى، وأن المؤشرات لا تبشر بخير. وبالتزامن مع استمرار الأوضاع المأساوية للأسرى خرج آلاف من الفلسطينيين يتقدمهم قيادات الفصائل في مسيرات حاشدة بالضفة الغربية وقطاع غزة عقب صلاة الجمعة مباشرة للتضامن مع الأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية داخل السجون، بدعوة من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التي أكدت على ضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان. استراتيجية وطنية الشيخ خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي هدَّد بفك التهدئة مع إسرائيل. وقال خلال كلمته للمحتشدين بالمسيرة بغزة: إن الجهاد لن تقبل بأن تبقى التهدئة مع العدو قائمة فيما أسرانا في سجونه يعانون الموت. داعياً الراعي المصري لاتفاق «التهدئة» وصفقة «وفاء الأحرار» للتدخل العاجل والضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى. ووجه البطش رسائل إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن» ورئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية طالبهما بالقيام بدورهم والعمل على إطلاق سراح الأسرى. وشدد على ضرورة بناء استراتيجية وطنية موحدة يكون عمودها الفقري صفقات التبادل للإفراج عن الأسرى داخل السجون وصولاً إلى إفراغها. وصعدت سلطات الاحتلال من وتيرة انتهاكاتها واعتداءاتها بحق الأسرى الفلسطينيين، لاسيما بعد إتمام «صفقة التبادل»، بهدف الانتقام من الأسرى، الذين يقبعون خلف القضبان، وتنصَّلت ممَّا جاء في بنود الاتفاقية التي تضمَّنت تحسين الظروف المعيشية لهم. وبدوره، أبدى مدير مركز الأسرى للدراسات الأسير المحرَّر رأفت حمدونة بالغ تخوُّفِه على حياة الأسرى الفلسطينيين عامة، والمضربين عن الطعام خاصة. وقال ل «الشرق»: الأمور تسير تجاه الموت المجهول داخل السجون، نتيجة الإهمال الطبي المدروس الذي تتبعه مصلحة السجون بهدف النَّيل من إرادة الأسرى. وحذَّر «حمدونة» من تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل السجون، لاسيما أن عدداً كبيراً من الأسرى يعانون أمراضاً مزمنة تضاعف معاناتهم. ونبَّه أن الأيام المقبلة ستشهد انفجاراً داخل السجون نتيجة الممارسات التعسفية التي ترتكبها مصلحة السجون بحق الأسرى. واعتبر «حمدونة» أن قضية الأسرى بحاجة لمزيد من التضامن العربي والدولي بالتزامن مع توحيد الصف الفلسطيني لتتمكن من الوصول إلى استراتيجية وطنية تجاه التعامل مع القضية، والسعي لانتزاع مزيد من حقوقهم من السَّجَّان. وناشد «حمدونة» الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، والمنظمات الأممية المختصة في حقوق الإنسان للضغط على إسرائيل لإنهاء معاناة الأسرى وإطلاق سراحهم، قبل فوات الأوان. اتصالات بشأن الأسرى حكومتا غزة والضفة تنافستا لإظهار نجميهما في قضية الأسرى، فسارعت كلٌّ منهما بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ حياة الأسرى، وقاموا بإجراء اتصالات مع الوسيط المصري الذي تدخَّل لفك إضراب الأسرى عن الطعام، وأشرف على صفقة «وفاء الأحرار» التي جرت بين المقاومة الفلسطينية و»إسرائيل»، والتي اشترطت تحسين ظروف حياة الأسرى. وزير شؤون الأسرى والمحررين ب «حكومة رام الله»، عيسى قراقع، قال: إن السلطة الوطنية بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس تضع ملف الأسرى على سلم الأوليات، وتجري اتصالات مكثفة مع المصريين وتضعهم بشكل مستمر في صورة الأوضاع غير الإنسانية التي يعشونها داخل السجون. وبحث رئيس الوزراء في حكومة غزة، إسماعيل هنية، خلال اتصالات بالجهات المصرية، نتائج تحركاتهم بشأن ملف الأسرى المضربين عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية. وأكد المصريون، حسب بيان مكتب «هنية»، التزامَهم باستمرار العمل لضمان عدم خرق اتفاقية «صفقة التبادل»، واتفاق إنهاء الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال قبل عدة شهور. نافذ عزام يتقدم صلاة الجمعة في غزة دعماً للأسرى (الشرق) قيادات من الفصائل الفلسطينية يتصدرون تظاهرات للتنديد بمعاملة الأسرى