دعا خبراء اقتصاديون المستثمرين الخليجيين المهتمين بتحقيق الربح بالعملات المحلية الى التركيز بشكل كبير على الدولار الأمريكي وذلك لارتباط عملات دول مجلس التعاون الوثيق مع الدولار، مشيرين الى أنه لا يمكن الاعتماد على مراقبة أسعار الذهب فقط بدون مراقبة أوضاع الاقتصاد العالمي والأمريكي على وجه الخصوص، وذلك بعد أن حدث تفاهم أخيرا على انخفاض أسعار الذهب. وأوصى الخبراء بوجوب الحذر حيث ان بيانات التعافي الكامل لن تظهر فجأة وغالبا ما يكون الخروج من الأزمات بشكل تدريجي بسيط معاكس تماما للسلوك المفاجئ والسريع لدخول الأزمة. عزا الخبير المالي محمد الشميمري تفاهم انخفاض أسعار الذهب في الآونة الأخيرة الى عدة أسباب منها أساسية وفنية والسبب الرئيسي ارتفاع الدولار أمام معظم العملات خاصة بعد انخفاض الين أمام الدولار، مبيناً أن الارتباط بين الدولار والذهب يكون عكسيا ولذلك شهدنا انخفاضا للذهب أمام الدولار، وأضاف ان آخر الأحداث التي استجدت في الاجتماع الفيدرالي الأمريكي قبل عدة أسابيع أنه الفيدرالي يتوجه نحو الحد من التيسير الكمي، لذلك شهدنا تفاهما في انخفاض الذهب ونتج بعده الإعلان عن ارتفاع في عملة الدولار. مؤشرات التعافي تنبه على قرب التخلص من آثار الأزمة المالية, وتقلل من توقعات الحاجة الى المزيد من التيسير الكمي وبالتالي تقل الحاجة الى ملاذ آمن, وهو ما يتماشى مع سلوك أسعار الذهب التاريخي في الأزمات. وأشار الشميمري الى أنه من الناحية الفنية فإن كسر منطقة 1650 دولارا يؤكد أن الاتجاه إلى المسار الهابط، وعلى المدى المتوسط من ستة أشهر إلى عام كامل يستهدف 1450 دولارا للأونصة وقد شهدنا بعد كسرها تسارعا في الهبوط وكسر 1600 دولار وسجل أدنى مستوى 1554.90 دولار. وقال نائب رئيس الأبحاث بسنيار كابيتل محمد رمضان «مؤخرا صدرت بيانات تفيد بأن الاقتصاد في منطقة اليورو يعاني ركودا قد يكون مزمنا ما أدى الى انخفاض اليورو أمام الدولار وكذلك أيضا اتجه الين الياباني والجنيه الإسترليني مؤخرا, مما أدى الى ارتفاع الدولار وبالتالي ينخفض سعر الذهب بالدولار في حال تم تثبيت العوامل الأخرى، كما صدرت بيانات أخرى تفيد بتعافي الاقتصاد الأمريكي لها علاقة بتحسن طلبات البطالة حيث أظهر تقرير انخفاضا بمقدار 25 ألف طلب خلال الأسبوع الماضي بالإضافة إلى ارتفاع مؤشر نيويورك الصناعي وزيادة ثقة المستهلكين في الولاياتالمتحدة ما أدى الى زيادة الثقة بالدولار وبالتالي عامل آخر لارتفاع الدولار وبالتالي انخفاض الذهب». وعن سبب انخفاض سعر الذهب أمام الدولار أشار رمضان الى أن هناك عدة أسباب رئيسية لارتفاعه مقابل العملة الأمريكية، حيث يرجع السبب الرئيسي للارتفاع الى مخاوف من انخفاض الدولار بسبب التأثير التضخمي لعمليات التيسير الكمي Quantitative Easing أي الطبع الحر للدولار لتسديد الديون الأمريكية أو لتحفيز الاقتصاد بشكل عام، فالذهب يعتبر ملاذا آمنا في الأزمات ويبدأ بالانخفاض عند توقع الخروج منها. وأضاف أن مؤشرات التعافي تنبه على قرب التخلص من آثار الأزمة المالية, وتقلل من توقعات الحاجة الى المزيد من التيسير الكمي وبالتالي تقل الحاجة الى ملاذ آمن, وهو ما يتماشى مع سلوك أسعار الذهب التاريخي في الأزمات، لذلك نوصي بوجوب الحذر حيث ان بيانات التعافي الكامل لن تظهر فجأة وغالبا ما يكون الخروج من الأزمات بشكل تدريجي بسيط معاكس تماما للسلوك المفاجئ والسريع لدخول الأزمة. وقال «للتوضيح , يجب على المستثمرين الخليجيين المهتمين بتحقيق الربح بالعملات المحلية التركيز بشكل كبير على الدولار الأمريكي وذلك لارتباط عملات دول مجلس التعاون الوثيق مع الدولار. فنحن لم نعد في بدايات الأزمة كما كنا في 2008 و 2009 ولا يمكن الاعتماد على مراقبة أسعار الذهب فقط بدون مراقبة أوضاع الاقتصاد العالمي والأمريكي على وجه الخصوص».