"حط الفلوس في جيبه وهرب" و " لعب علينا " عبارات رددها الكثير من متضرري ذلك المكتب الذي وضع على بوابته لافتة استقدام للعمالة، وبعبارات رنانة أخذ يمنّي زبائنه بوصول الخادمات في فترة وجيزة تحت شعار " الأمانة والمصداقية شعارنا"، ولم يكن يعلم أولئك الضحايا أنهم وقعوا ضحية تلاعب بلافتات براقة تحمل فوق ظهرها الكثير من عبارات الصدق وتخفي تحت بريقها الكثير من الخداع والتلاعب والتزوير! وعود كاذبة يقول المواطن سعيد الغامدي: ذهبت قبل أكثر من سنة وثلاثة أشهر إلى ذلك المكتب الواقع في مدينة الخبر بإحدى العمائر الكبرى على طريق الظهران وعندما دخلت استقبلني عامل يعمل في الاستقبال وعرض عليّ خدمات المكتب فقلت له: أريد عاملة نيبالية فقام بتحرير فاتورة لي بعد أن اتفقنا على المدة المحددة وهي ما بين 3 – 5 أشهر ويضيف الغامدي قائلاً :"مضت المدة المحددة وهي خمسة أشهر ولم استلم العاملة المنزلية فقمت بمراجعة المكتب الذي اتضح أنه محترف في مراوغة العملاء حيث أفادني الموظف الذي وضعوه في وجه المدفع أن العاملة سوف تأتي بعد شهر فأخذت منه الموعد وعدت إلى منزلي ومضى الشهر فاتصلت به واتضح أن المكتب لا يرد على الاتصالات فذهبت بنفسي إليه وطالبته بالشغالة أو بإرجاع المبلغ فقال لي الموظف: هل تريد عاملة سيرلانكية؟ فوافقت على أن يحضرها لي في أقرب وقت إلا أن المواعيد أخذت تتلاشى وسط تهرب من هذا المكتب". وأضاف:" في إحدى الليالي أتيت إلى مدير المكتب وقلت له: أعطونا حقوقنا وإلا فسوف نشتكيكم، فلم يفد هذا الأسلوب معهم حيث وفي أثناء وجودي أتى عميل آخر وأخذ يرفع صوته ويتهجم على المدير واصفاً إياه بالكذب والتزوير عندها علمت أنني لست وحدي الضحية بل إن المكتب درج على استغلال جهل الناس والتغرير بهم بعباراتهم البراقة التي تخفي خلفها الكثير من الخداع". مماطلة وسلب للحقوق أما أم محمد فتقول: تقدم زوجي إلى ذلك المكتب منذ أكثر من سنة طالباً خادمة وأخذوا منه مبلغ 14 ألف ريال في سبيل تأمين عاملة سيرلانكية وتوالت الأيام والأشهر وانتهت المدة المحددة بل وتضاعفت إلى أن مضى عام على تقديمنا ولم نجد أي رد فعلي سوى المواعيد الكاذبة والخداع والمماطلة عن طريق عمالة يضعونها في الواجهة لكي تمتص غضب الزبائن وكلما ذهب زوجي إليهم قالوا له: أنت أول واحد في القائمة وسوف نتصل عليك وتمر الأيام والأشهر دون أي اتصال ، وتضيف أم محمد قائلة: فعلاً من أمن العقوبة أساء الأدب وهذا المثل ينطبق على هذا المكتب الذي أخذ أموالنا وجعلنا ننتظر طيلة هذه الأشهر فلا هو وفّر لنا الخادمات ولا هو أعطانا حقوقنا لكي نبحث عن مكاتب أخرى تؤمن لنا الخادمات . مخالفة للنظام أما المواطن أبو محمد فيقول :" عندما بلغ السيل الزبى وفكرت كثيراً في أخذ حقي بيدي ذهبت إلى المكتب وقلت له: لن أخرج إلا بمبلغي الذي دفعته إليكم الأمر الذي جعل النقاش يحتدم بيني وبين العامل وعلى الفور خرج المدير من مكتبه وقال لي: أعطونا أرقام حساباتكم وسوف نحول لكم المبالغ في الأيام القادمة لأنه لدينا مشكلة في الشيكات وبالفعل فقد أعطيناه أنا ومجموعة من الضحايا أرقام الحسابات حيث أفادنا المدير أن المندوب سوف يأتي من الرياض لكي يعطينا المبلغ ومنذ ذلك الوقت وإلى الآن لم نحصل على أموالنا، وأضاف أبو محمد :" إن المسؤول في المكتب لا يبالي بالشكاوى إذا هددناه بها وأذكر ذات مرة كنت في المكتب فأتى مسؤول هو الآخر يريد خادمة فسأل المدير عن رخصة مزاولة العمل في الاستقدام فما كان من المدير إلا أن تلعثم وأخذ يتحدث بصوت عالٍ على المسؤول لأنه قد أوقعه في حرج أمام الزبائن، ومن هنا أيقنت أن المكتب ما هو إلا مكتب مخالف للنظام وليس لديه أي رخصة لمزاولة العمل وما يقوم بعمله فيما يبدو هو التعامل مع العاملات الهاربات ليقوم بتشغيلهنّ على أنهنّ قدمن من الخارج أو أنه يستقدم العاملات بطرق غير نظامية وإلا فما الذي جعل معاملاته تتعطل ويقع في حرج كبير من أغلب إن لم يكن جميع من يتعامل معهم؟! ويشير أبو محمد إلى جملة من المخالفات التي وقع فيها المكتب المخالف جعلته يتيقن بأنه مكتب مخالف من هذه المخالفات أنه لم يحدد فترة استقدام العاملات بالأيام بل وضعها بالأشهر بينما يجب على المكاتب وضع المدة بالأيام ، كذلك وضعه للافتة داخل العمارة وليس خارجها يدل على أنه يخشى من جولات الرقابة التي يقيمها مفتشو مكتب العمل إضافة إلى توظيفه عمالة أجنبية في الاستقبال وهذا مخالف للنظام الذي يوصي بتوظيف سعوديين في الاستقبال. سرعة التدخل وقد طالب هؤلاء الضحايا بسرعة تدخل وزارة العمل ممثلة في مكتب العمل بالخبر لإنصافهم من هذا الخداع الذي تعرضوا له وطالبوا بسرعة محاسبة المسؤول عن أخذ أموالنا منذ ما يقرب من عام ونصف والذي لم يرجع إليهم أموالهم ولم يف بوعده الذي قطعة أثناء كتابة العقد واستغرب هؤلاء المتضررون من ترك هذا المكتب وأمثاله يسرحون ويمرحون ويسرقون أموال الناس بالباطل وتساءلوا عن دور مكاتب العمل والجهات الرقابية والأمنية في الحد من هذه المأساة التي قد تقود المواطن إلى ارتكاب جريمة في حق موظفي هذه المكاتب؟!.
رد المسؤول وللوقوف على مثل هذه المخالفات اتصلنا بالناطق الإعلامي لفرع وزارة العمل في المنطقة الشرقية حطاب العنزي الذي قال: هناك مكاتب معتمدة لدى الوزارة ويجب على المواطن الراغب في استقدام عمالة أن يتوجه إليها ولا يلتفت إلى المكاتب المخالفة التي ليس لديها تصريح من وزارة العمل، وأضاف: في حال تعرض المواطن لمثل هذه الاحتيالات فعليه التوجه إلى مكتب العمل فإذا اتضح أن المكتب ضمن المكاتب المعتمدة ولديه رخصة سارية المفعول فإن مكتب العمل يضمن للمواطن حقه وإذا كان المكتب غير نظامي فإن مكتب العمل يبحث المشكلة وقد تصل إلى تدخل الشرطة لأن أي مكتب يعمل دون تصريح رسمي فإن ذلك يعد تزويرا تتدخل فيه الجهات الأمنية لحفظ حقوق المواطن.