قتل ناشطان من الحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال وجرح 13 شخصا آخرين بينهم شرطيان أمس الخميس في مواجهات مع الشرطة في عدن وسط توتر كبير بين المؤيدين والمعارضين للوحدة اليمنية ومخاوف من مواجهات في الشارع، بحسب ما افاد ناشطون ومصدر أمني. وذكر المتحدث باسم الحراك فتحي بن لزرق ان الناشطين علي سعيد وصالح مثنى قتلا برصاص الشرطة اثناء محاولة مجموعة من الحراك التقدم الى ساحة العروض حيث يتجمع الالاف من انصار الوحدة للتظاهر بمناسبة الذكرى الاولى لانتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا توافقيا لليمن. كما قال ناشطون ان تسعة ناشطين اصيبوا قبل ظهر الخميس بينما كان الالاف يحاولون التقدم بدورهم من منطقتين مختلفتين في عدن الى ساحة العروض في حي خور مكسر بعدن للتظاهر، فيما جرح اربعة خلال الليل عند مداخل المدينة. ويتجمع الآلاف من أنصار الحراك وبخاصة القادمون من محافظات لحج والضالع وشبوة وابين وحضرموت والمهرة في احياء قريبة من ساحة العروض خصوصا في مخيم الشهيد درويش بانتظار التقدم إلى ساحة العروض. ويستعد الحراك الجنوبي المطالب بغالبيته بالانفصال عن الشمال، والقوى المؤيدة للوحدة وللتجمع اليمني للاصلاح (اسلامي مشارك في الحكومة)، الى التظاهر في نفس المكان والزمان في ساحة العروض، وسط مخاوف من مواجهات بين الجمهورين. ويحتفل مؤيدو الوحدة في الذكرى الاولى لانتخاب هادي المنحدر من الجنوب رئيسا توافقيا لليمن ضمن اتفاق انتقال السلطة، بينما يحتفل الحراك بالذكرى الاولى ل «مقاطعة» هذه الانتخابات. الا ان السلطات تمنع انصار الحراك من الوصول الى ساحة العروض بحسب ناشطين. واعتقلت السلطات خلال الايام الماضية عددا من الناشطين الجنوبيين المطالبين بالانفصال لاسيما القيادي قاسم عسكر، فيما اتهم ناشطو الحراك التجمع اليمني للاصلاح باستقدام ناشطين من الشمال. ويتجمع الالاف من انصار الحراك، وبخاصة القادمون من محافظات لحج والضالع وشبوة وابين وحضرموت والمهرة، في احياء قريبة من ساحة العروض، خصوصا في مخيم الشهيد درويش، بانتظار التقدم الى ساحة العروض. كما يستعد انصار الوحدة للتقدم بدورهم وقد دخل الالاف منهم الى ساحة العروض. وقد فرضت السلطات تدابير أمنية مشددة في المدينة، وانتشرت وحدات الشرطة والجيش بكثافة فيما شلت الحياة بشكل كبير في كبرى مدن الجنوب في ظل مخاوف من مواجهات في الشارع، وقال مصدر أمني في صنعاء ان جنديين اصيبا بجروح اذ قام مسلحون مجهولون باستهدافهم من على أسطح المباني المحيطة بساحة العروض. واكد المصدر «لدينا توجيهات من جهات عليا بعدم اراقة الدماء». واستمر تدفق مناصري الحراك الى عدن خلال الايام الماضية. وقال احد ناشطي الحراك لوكالة فرانس برس ان الشرطة «اعترضت الالاف من انصارنا كانوا قادمين من محافظتي لحج والضالع عند المدخل الشمالي لعدن ليل الاربعاء الخميس واطلقت النار ما ادى الى اصابة اثنين بالرصاص بالاضافة الى سقوط مصابين بحالة اختناق جراء الغاز المسيل للدموع». واكد ناشط آخر ان مواجهات حصلت مع الشرطة ايضا عند المدخل الشرقي للمدينة حيث «حاولت الشرطة منع دخول موكب من انصارنا قادمين من محافظة ابين وشبوة وحضرموت والمهرة يقودهم رئيس المجلس الاعلى للحراك الجنوبي حسن باعوم ما ادى الى اصابة اثنين». وقال فادي باعوم النجل الاكبر لحسن باعوم ان «والدي نجا مساء الاربعاء مما نعتبره محاولة اغتيال نفذها عناصر الامن». وذكر باعوم ان رجال الامن «اطلقوا الرصاص نحو موكب والدي الذي كان يتقدم قرابة اربعمئة سيارة لدخول عدن ما ادى الى سقوط جرحى». وبحسب باعوم «فشلت الشرطة في الحد من تدفقهم الى عدن للمشاركة في تظاهرة يوم الكرامة 21 فبراير».. ويلقي التوتر في عدن بظله على افق الحوار الوطني المنتظر في اليمن. وكان فصيلان من الحراك الجنوبي قررا المشاركة في الحوار الذي يفترض ان ينطلق في 18 مارس في اطار تنفيذ اتفاق انتقال السلطة والسعي لحل مشكلات البلاد الكبرى مثل القضية الجنوبية والتمرد الشيعي في الشمال، فضلا عن تعديل الدستور. الا ان قسما كبيرا من الحراك ما زال يرفض الانضمام الى الحوار، لاسيما الفصيل الذي يتزعمه نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض. وهدد مجلس الامن بفرض عقوبات على اي طرف يعرقل المرحلة الانتقالية في اليمن.