تظل الثقافة والفكر والفن والأدب من أبرز معالم الأمم المتطورة والمجتمعات الناهضة ومن أهم الدعائم الرئيسية لبناء الحضارات وتاريخ الشعوب ومن دونها لا يمكن للأمة أن تنهض أو أن يكون لها الدور الفاعل في استنهاض الهمم واستحضار القوة المدعومة قرونا وسنين وكان يقال إنك إذا أردت أن تعرف قوة الأمم وحضارة بلدانها فانظر إلى مثقفيها وكتابها وإلى أدبائها وعلمائها وهذا مما لا شك فيه ومن الأمور المسلمة فيها علمياً وتاريخياً ومن المبهج حقا أن نجد مسؤولي الوطن في مملكتنا الحبيبة ممن يعيرون جُلّ الانتباه إلى ركن الثقافة من بين أركان البلد ودعامة من أهم دعائمها وممن أجادوا وتفننوا في نسج سربال التفرد للمناطق وإسباغ سمات التميُّز على أفرادها فمن مدعاة الفخر أن يستقطع أمير مدينة الورد والكادي جازان الجنوب حمد بن ناصر بن عبدالعزيز جزءا من وقته الثمين لأجل الفرد المواطن وبالأخص الشباب الجامعي الأكاديمي المثقف وثلة من طلائع أمتنا ومن طلاب جامعة جازان ليجالسهم ويحاورهم في شؤون الثقافة بشتى أصنافها ويتبادل معهم تطلعاتهم الفكرية حول قضايا التنمية وآفاق المستقبل ويستشعر مدى أبعاد تلك الجلسة وادراك رؤاها اللاشعورية واستشفاف مضامينها ومدى أهميتها في صناعة جيل ثقافي صاعد معتمد عليه في صيانة البلد وحفظ موروثه الحضاري من خلال الموسم الثقافي السادس للجامعة وفعاليات معرض الكتاب الجامعي الدولي الثالث في الحرم الأكاديمي الجامعي وبمشاركة سبعين دار نشر من داخل وخارج المملكة لعشرة أيام تعد من عمر الوطن ومن بين أيام ثقافته وتاريخ حضارته وآفاق مستقبله الشبابي الزاهر باستضافة عدد من أدباء وشعراء الوطن الذين لهم البصمات البارزة وذات الأثر الفاعل في صناعة مجد المملكة الثقافي الحضاري الفكري ومن هنا يتجلى دور الأمير المسؤول والمؤسسة التعليمية التربوية الأكاديمية الواضح في تشكيل واقعنا النهضوي المستقاة من عمق أعماق تاريخ البلد التليد ودستوره النخبوي الأثيل والذي أصبحنا نتباهى فيه بين باقي الأمم ومختلف الشعوب وشتى الحضارات وأنها لتجربة وطنية ثقافية أكاديمية شبابية ناهضة في تفعيل دَور المسؤول ودُور التربية والتعليم في ديناميكية الأثر والتأثير لإعداد أفراد وطن فاعلين ناهضين ومن ذوي الفكر العربي الأصيل ومن أولئك الذين ستعتمد عليهم الدولة في الغد القريب في بناء وإدارة الأجيال السعودية المتتابعة الأحقاب دون استنقاص من أعمارهم ومستوياتهم التعليمية وحضورهم الاجتماعي المستمد من حضور الراعي والممثل للدولة ومن بين ثنايا فكره المنفتح وتطلعاته الفكرية المنبثقة من ايمانه الكبير بدور الثقافة والشباب وعلاقتهما التكاملية التبادلية في تنمية الوطن واستشراق آفاق المستقبل البعيد القريب ...