تطورات الأوضاع في البحرين مقلقة لأهل البحرين خاصة، ولدول مجلس التعاون، ولكن هذه الأوضاع مفرحة بالنسبة لمخططي المؤامرات ومنفذيها، إذ لا يهمهم أن تستقر البحرين ولا يهمهم ما يؤول إليها مصيرها، بقدر ما يشبعون شهوة الشر وثقافة التآمر والكره. وقد اعتقلت السلطات البحرينية يوم أمس الأول ثمانية أشخاص بتهمة ارتكاب أعمال إرهابية، بعد يوم من احالة قضايا تسعة أشخاص على علاقة بمستودع لتصنيع وتخزين المتفجرات في البحرين إلى المحكمة. والأشخاص الثمانية الذين اعتقلوا يوم أمس الاول تدربوا في ايران والعراق ولبنان. وهي دول تسيطر إيران على حكوماتها وتخضعها لأوامر الحرس الثوري، وتقيم فيها طهران معسكرات تدريب للعرب حيث يجري حقن الشباب العربي بالولاء لإيران ومرشدها واتباع تعليمات الحرس الثوري الإيراني، ويتم تحريض الشباب ضد بلدانهم وكره أوطانهم ومواطنيهم. ومنذ سنتين فإن التطورات في البحرين ترتبط بالأوضاع في سوريا، فكلما ساء موقف نظام الأسد تحرك إيران اتباعها في البحرين لشد الأضواء أو توصيل رسالة إلى الدول الخليجية المؤيدة للثورة في سوريا. وقبل يومين اشتدت المواجهة في سوريا وخسر نظام الأسد مطارات وطائرات وأفلت من جيشه مئات المنشقين، ما يعني تحقيق انتصار نوعي للجيش السوري الحر. ومثل هذه الحالة تبدأ إيران في تسخين الوضع في البحرين، خاصة أن المعارضة في البحرين توالي طهران وتتبع تعليمات الحرس الثوري إلى الدرجة التي لا يجرؤ زعماؤها على لفظ اسم «الخليج العربي» علناً في وسائل الإعلام. لأن ذلك من المحرمات الإيرانية. وقالت البحرين إن مخربين طوروا أساليبهم الإرهابية من المولوتوف إلى استخدام الأسلحة النارية وربما القنابل. وهذا يعني أيضاً أن الثوار في سوريا يضيقون الخناق على نظام الأسد وكيل الاحتلال الإيراني في سوريا. كما يعني أن الانتفاضة في العراق ضد حكم الميليشيات الإيرانية في بغداد تقلق طهران كثيراً، خاصة بعد ان أعلن العرب في المحافظات العراقية نيتهم مواجهة المحتلين الفرس وتطهير البلاد من نفوذهم وجرائمهم وممثليهم، على الرغم من أن طهران طلبت من حكومة نوري المالكي الموالية لها في العراق المهادنة مع العرب كي لا تفتح جبهة ضد الوجود الإيراني في العراق مماثلة لحرب التحرير في سوريا التي تعهد فيها السوريون بالقضاء على وكلاء طهران وكل النفوذ الإيراني في بلاد الشام. وكان يتعين على المواطنين البحرينيين الذين غررت بهم إيران أن يأخذوا العبرة من العراقيين الذين خدموا ايران وضحوا بأبنائهم من أجلها، ولكن حينما حكمت طهران العراق، انقلبت عليهم وصفت كل من لا يدين لها بالولاء ولا يجعل مصالحها فوق كل اعتبار مهما كان دينه ومذهبه، وأول تصفياتها كان في صفوف الوطنيين العراقيين الشيعة.