اعتبر الجنرال لويد اوستن المعين لتولي القيادة المركزية الاميركية المكلفة الشرق الأوسط أن الوضع في العراق «مثير للقلق» على ضوء ما يشهده هذا البلد من تصعيد في التوتر السياسي والطائفي. ورأى الجنرال اوستن الذي كان آخر قائد للقوات الأميركية في العراق قبل انسحابها في نهاية 2011 ان هذا البلد حافظ على استقراره لكنه «هش». وقال خلال جلسة تثبيته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: إن «بعض الأمور التي نراها في العراق مثيرة للقلق، مع التوتر القائم حالياً لدى العرب، والتظاهرات السنّية». ورداً على سؤال طرحه السناتور الجمهوري جون ماكين الذي كان من أشد منتقدي سياسة الرئيس باراك اوباما بالانسحاب من العراق، عما اذا كان هذا البلد يسير برأيه «في الاتجاه الصحيح» رد الضابط بالنفي. وحين سأله ماكين: «هل كان الوضع مختلفاً لو احتفظنا بقوات هناك؟» أقر اوستن بأن وجوداً عسكرياً أميركياً لكان ساعد البلاد. وقال: «أعتقد أنه لو تمكنا من الاستمرار في تقديم النصائح والمساعدة للعراقيين، لكانوا استمروا بالتأكيد في التحسن». وقال أوستن: إنه على الرغم من المخاوف هناك أيضاً بعض البوادر المشجعة، ذاكراً منها الإنتاج النفطي وأداء قوات الأمن العراقية التي أشار إلى أنها بقيت موحدة رغم الأزمة السياسية. وتابع: إن قوات الأمن «واجهت مراراً تحديات على الصعيد الأمني، لكنها بقيت متماسكة، ولا تزال تدين بالولاء للقيادة المدنية، لم تتفكك». وقال: «هناك إذن عنصر أو عنصران يشيران إلى أنهم إذا ما باشروا اتخاذ القرارات الصحيحة سياسياً، عندها اعتقد ان لديهم فرصة في السير في الاتجاه الصحيح. لكنهم في الوقت الراهن لم يتخذوا هذه القرارات، وهذا ما يثير القلق». وأيد الإبقاء على القوات الأفغانية عند طاقتها القصوى عند 352 ألف جندي وهو ما يخالف الخطط الحالية بتقليص أعدادها بعد أن يعلن حلف شمال الأطلسي انتهاء الحرب العام المقبل. وقال الجنرال أوستن: إن وجود قوات أفغانية قوية رغم أنه مكلف أكثر سيكون سياجاً ضد أي شر من جانب طالبان بعد أطول حرب خاضتها أمريكا. وأضاف أوستن :الإبقاء على قوة أكبر حجماً سيطمئن الأفغان بالتأكيد كما سيطمئن حلفاءنا في حلف شمال الأطلسي بأننا لا نزال ملتزمين. وحذر أوستن من أن طالبان ستترقب لاختبار القوات الأفغانية. وأضاف :يمكنكم أن تتوقعوا من عدو أظهر اصراراً وقدرة على التحرك أن يبدأ قريباً جداً في محاولة اختبار قوات الأمن الأفغانية.