الجنادرية ليست مناسبة أو فعالية أو حدثا وطنيا وحسب وإنما هي فعالية دولية قياسا بما تقدمه من صورة حضارية عريقة لمنجز إنساني على أرض الجزيرة العربية ظل أصيلا في التجربة الإنسانية لقرون خلت، وعكسها لذلك الرصيد الحضاري الإنساني يجعلها شأنا عالميا باعتبار أن المنجزات التي تعرضها تأتي في سياق الدور الإنساني للغابرين الذين عاشوا في هذه المنطقة وتركوا بصمات حضارية تؤكد أنهم قاموا بدور تاريخي في العصور القديمة، والحيثيات التي يمكن استعراضها في ذلك وتدعم دولية الجنادرية يضيق المقام عن حصرها. لا ينبغي أن نتعامل مع الجنادرية في إطار وطني ضيق وإنما ننفتح بها لمشابهتها بغيرها من الاحتفاليات الدولية التي تكرس ثقافات الإنسان والإنسانية، وأن تكون ضمن برامج اليونسكو وكل منظمة دولية تعنى بالحضارات والثقافات والتاريخ، على أن نحتفظ بحقنا الكامل في التنظيم وفقا للأصول والقواعد الاجتماعية والثقافية لمجتمعنا.لا ينبغي أن نتعامل مع الجنادرية في إطار وطني ضيق وإنما ننفتح بها لمشابهتها بغيرها من الاحتفاليات الدولية التي تكرس ثقافات الإنسان والإنسانية، وأن تكون ضمن برامج اليونسكو وكل منظمة دولية تعنى بالحضارات والثقافات والتاريخ، على أن نحتفظ بحقنا الكامل في التنظيم وفقا للأصول والقواعد الاجتماعية والثقافية لمجتمعنا، فالجنادرية وما تقدمه في الواقع إنما هو إنساني وحضاري يهم البشرية ويجب أن يهمها لأنها تعبر عن تاريخنا وحضارتنا وجذورنا الإنسانية التي صنعت منجزات عملاقة نفخر بها وتؤكد قيمتنا الإنسانية. الانفتاح بالجنادرية في إطارها الحضاري والثقافي أمر يجب أن يكون في إطار تطوير للحدث وتوسعة نطاقه التنظيمي وتحفيز البرامج بحيث تتسع البحوث والدراسات التاريخية والحضارية في ظل مسابقة دولية عن تاريخ الجزيرة العربية وحضاراتها وثقافاتها ومجتمعاتها وقبائلها وأديانها وأنظمتها الاجتماعية وآثارها وكثير من الموضوعات التي يمكن أن تثري الجنادرية وتقدمنا بصورة إنسانية وثقافية متطورة، ويمكن أن تدخل الفنون التشكيلية في برامج التحفيز وإطلاق جوائز عالمية في هذه الموضوعات لا تقل عن نوبل في المجالات المختلفة وذلك يعود علينا بمكاسب عظيمة ويضعنا في المقام الدولي الذي يليق بنا وبأصالتنا وعراقتنا وإرثنا. الجنادرية موضوع حضاري أكبر من أن يستمر على هذا النحو الضيق ويجب أن نمد الأفق والرؤية الى أبعد من النمطية ونبتكر موضوعات وتنظيما جديدا ومتطورا يستوعب فكرة شمولية ذات مسارات تاريخية وثقافية وحضارية يستضاف فيها المهمون في هذه المجالات على الصعيد الدولي ، وكما سبق وذكرت، إطلاق جوائز دولية في البحوث والدراسات التاريخية على ذات معايير نوبل بمسمى الجنادرية، وليس ذلك صعبا أو مستحيلا ولكن فقط نحتاج أن نرفع سقف طموحنا ونطور من الفكرة التنظيمية لأننا نمتلك رصيدا حضاريا وثقافيا مذهلا وعلينا أن نعيد اكتشافه وليس ننتظر أن يكتشفه لنا الآخرون. الجنادرية ثروة وقيمة ثقافية عالية وعميقة في وجداننا وتحتاج لقوة دفع أكبر من ذواتنا للانطلاق بها نحو آفاق أرحب وأكبر، وهي كفيلة بأن ترفع من قدراتنا وتعزز حضورنا الثقافي والحضاري بدون مجهود كبير، لأنها قيمة في ذاتها وطاقة حضارية هائلة يجب أن نوظفها بصورة مثلى حتى تؤدي دورها الإنساني والثقافي لنا وللإنسانية، وقليل من إعادة النظر في تنظيمها وتوسعة فعالياتها سيكفي لنحقق مكاسب كبيرة وعالية القيمة الثقافية والإنسانية ربما نبذل مجهودا مضاعفا في تحقيقها فيما يمكن من خلال الجنادرية ألا نبذل ذلك المجهود ونحقق ما نطمح اليه. maaasmaaas@