أعلن وزير المهجرين اللبناني علاء الدين ترو (المحسوب على النائب وليد جنبلاط) ان «التحالف بين الحزب «التقدمي الاشتراكي» وتيار «المستقبل» ليس مستبعداً»، نافيا ما تردد ان المبادرة التي طرحها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري «جائزة ترضية لجنبلاط»، مشدداً على ان «العلاقة بين جنبلاط والحريري لا تحتاج الى جوائز ترضية». واوضح ان «العتب السياسي لا مفر منه». وحيّا في حديث الى «اليوم»، «الشعب السوري والجيش السوري الحر لمواجهتهما ظلم النظام السوري»، مشدداً على ضرورة ان «يتحرك المجتمع الدولي لوقف آلة القتل». وفيما يلي نص الحوار: كيف تصف التشرذم الحاصل في ملف قانون الانتخابات؟ - أساء البحث في هذا الملف الى لبنان واللبنانيين ووحدتهم، لذلك يتوجب على اللجنة النيابية الفرعية لمناقشة قانون الانتخاب التوافق على قانون انتخابي لا ينحاز الى فريق على حساب آخر، ولا تكون نتائجه معروفة مسبقاً. المطلوب هو التوافق على قانون يؤمن صحة التمثيل ويترك ارتياحاً في نفوس الجميع، ويجعلنا نجري الانتخابات في ظروف هادئة لا أجواء متشنجة. من هذا المنطلق قدم الحزب «التقدمي الاشتراكي» اقتراح قانون يقسم لبنان الى 13 دائرة انتخابية ويقوم على النظام «المختلط» أي نسبي وأكثري عبر ممثل «التقدمي» في اللجنة النائب أكرم شهيب، إلا أن هناك بعض الفرقاء لم يوافقوا عليه. الوضع الامني في لبنان ليس هشاً. لقد التف اللبنانيون حول الجيش في كل حادثة يتعرض لها واليوم في عرسال حصل الأمر ذاته، لأن المشكلة ليس مع أهالي عرسال. برهن اللبنانيون مراراً وتكراراً تمسكهم بالمؤسسة العسكرية القادرة على حماية سلمهم الاهلي. إن تطور الاحداث في لبنان والمنطقة أعطت بعداً سياسياً واعلامياً للحادثة، لذا نناشد الاهالي بتسليم المتهمين من أجل انهاء هذا الموضوع. هل المبادرة التي طرحها رئيس جبهة «النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط تتقاطع مع مبادرة الرئيس سعد الحريري الانتخابية؟ - المبادرة التي طرحها جنبلاط هي مبادرة حوارية لحماية السلم الاهلي والحفاظ على العيش المشترك، اما الرئيس الحريري فلقد طرح مواضيع تتعلق بملف الانتخاب كتأجيل إلغاء الطائفية، تحقيق اللامركزية الادارية وطرح مجلس الشيوخ. لا تناقض بين المبادرتين لأن هذا الوطن بحاجة الى البحث الدقيق والعميق بين جميع أبنائه من أجل الوصول الى قواسم مشتركة في كل المسائل السياسية الخلافية والتي أرساها اتفاق الطائف وساهم في تمتين صيغة العيش المشترك والسلم الأهلي بين جميع أبنائه. ما أهمية الحوار في هذه الظروف؟ - الحوار يعالج المسائل الخلافية ويخفف الاحتقان بين اللبنانيين ويقرب وجهات النظر بين جميع الفرقاء، لذا لا بد من تعزيز السبل الحوارية لإيجاد مساحة مشتركة بين القوى السياسية. ما ردّك على من اعتبر مبادرة الحريري جائزة ترضية لجنبلاط؟ - أين الترضية في هذه المبادرة. العلاقة بين جنبلاط والحريري لا تحتاج الى جوائز ترضية فهما قياديان أساسيان في البلد ولهما الحق في النقد والاعتراض والموافقة على كل ما هو مطروح على الساحة السياسية اللبنانية. هل تم غسل القلوب بين الحريري وجنبلاط في لقائهما في باريس ؟ - العتب السياسي لا مفر منه لكن لا يوجد حقد بين الحريري وجنبلاط حول أي موضوع، فهما دائماً منفتحان للتلاقي والحوار ولا يمكننا أن ننسى وجود تاريخ نضالي مشترك يربطهما. ما فحوى هذا اللقاء، وكيف تم التحضير له بعد قطيعة دامت ما يزيد عن عام؟ - ليس هنالك من تحضير، واللقاء لا يحتاج الى وساطة بل هنالك تواصل دائم بينهما. هل سنشهد عودة للتحالف «المستقبلي» «التقدمي» في انتخابات 2013؟ - التحالف الانتخابي محكوم بقانون الانتخاب، لهذا يجب الانتظار لمعرفة ماذا ستفضي اليه مناقشات اللجنة الفرعية للبحث في قانون الانتخاب وعلى أي قانون سيتم الموافقة، فإذا تمت القبول بمشروع اللقاء الارثوذكسي يعني أن كل طائفة تنتخب نوابها أما اذا تم الاتفاق على مشروع الدوائر الخمسين يعني أن المناطق مقسمة طائفياً. أما التحالف مع «المستقبل» ليس مستبعداً. إزاء الوضع الأمني الهش الذي يشهده لبنان، ماذا تقول في حادثة الاعتداء على الجيش في عرسال؟ - الوضع الامني في لبنان ليس هشاً. لقد التف اللبنانيون حول الجيش في كل حادثة يتعرض لها واليوم في عرسال حصل الأمر ذاته، لأن المشكلة ليست مع أهالي عرسال. برهن اللبنانيون مراراً وتكراراً تمسكهم بالمؤسسة العسكرية القادرة على حماية سلمهم الاهلي. إن تطور الاحداث في لبنان والمنطقة أعطت بعداً سياسياً واعلامياً للحادثة، لذا نناشد الاهالي بتسليم المتهمين من أجل انهاء هذا الموضوع. الحكومة ستواجه معضلة احتمال ادراج «حزب الله» على لائحة الارهاب الدولي، ما يجعل موقفها أمام المجتمع الدولي عرضة للتساؤلات الكثيرة، ما هو تعليقك؟ - كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حول هذه القضية يضع حداً لكل الاقاويل لجهة استعداد الحكومة اللبنانية للتعاون مع الحكومة البلغارية لحل هذه المسألة. موقف الحزب «التقدمي الاشتراكي» معروف من الثورة السورية، كيف تقرأ المشهد السوري اليوم؟ - للأسف هناك مشهد من القتل يمارسه النظام ضد الشعب والعالم يتفرج، نحن نحييّ الشعب السوري والجيش السوري الحر لمواجهتهما لهذا الظلم وان لم يكن هناك من قرار دولي لحماية المواطنين السوريين وتقديم الدعم لهم لا مانع من الذهاب الى الحوار السياسي من اجل انهاء هذا النظام لانهاء الازمة سلمياً. هل تتوقع حلحلة لهذه القضية على الصعيد الدولي والعربي؟ - يجب ان يتحرك المجتمع الدولي لوقف آلة القتل في سوريا لا يمكن ان يستمر هذا المسلسل الدموي الذي تعرض له السوريون والمجتمع الدولي مسؤول امام المواطنين السوريين.