قصة الحمامة والنملة برسومها وكلماتها المعبرة في كتاب المطالعة الدراسي مضت بخيالاتنا البكر في سنوات الدراسة الأولى نحو فضاءات واسعة تتعدى حدود المكون المكاني وشخوصه بحثا عن واقع ذلك الانطباع الذهني الحالم الذي اجتهد المؤلف في تبسيط حبكته لنا مستخدما «النملة» هذه المخلوقة البسيطة في هيئة حشرة لصناعة شيء من القيم والمثل الكبرى التي تقاصر عنها بنو البشر , وقبل ان أعيد استعراض القصة هنا ومناسبة الحديث عنها أرشح كاتبها وان كنت لا اعرف اسمه لنيل جائزة تقديرية من أعلى مستوى ثقافي عالمي بل وترجمة القصة إلى كل لغات العالم فهي تتحدث عن الوفاء كقيمة إنسانية مشتركة جسدها الكاتب في قرصة النملة لعضد الصياد الذي صوب بندقيته نحو الحمامة التي سبق لها ان أنقذت النملة من الغرق عندما ألقت إليها غصنا صغيرا في البحيرة فردت النملة الجميل إلى منقذتها الحمامة بتلك القرصة التي اخلت بتركيز الصياد لتطيش الطلقة وتنجو الحمامة , أما مناسبة كتابة القصة هنا والاستدلال بشخوصها وتاريخها الذي لازم طفولتنا فهو لسببين الأول الإشادة بين كم النقد لمقرري المناهج الدراسية في مؤسساتنا التعليمية الذين اجتهدوا لتضمين المناهج ما يفيد لغرس سلوك ايجابي عند المتلقي او قل تحديدا عند بعض المتلقين ! والسبب الثاني للعودة إلى هذه القصة المدرسية هم أولئك البعض حيث يمكن تبرير السبب في نكوص المبادئ عندهم وهو ما يمكن تصويره تباعا في عكس سياق القصة فالنملة حولت قرصتها إلى منقذتها الحمامة وليست ليد الصياد لتقع الكارثة فتصيب الرصاصة الحمامة فتموت النملة بموت الحمامة وهو لب المشهد الحزين الذي يجسد خسارة كل الأطراف , تماما هو نفس المعنى الذي يجسده إخواننا المصريون عندما يعيبون ناكر المعروف بقولهم «عض الأيد اللي اتمدت له» . أو كعجوز الأصمعي حين قال : دخلت البادية فإذا أنا بعجوز تنوح وبين يديها شاة مقتولة وجرو ذئب مقفى فنظرت إليها فقالت : أو يعجبك هذا قلت : بلى وما قصتك قالت : أعلم أن هذا جرو ذئب قد أخذناه فأدخلناه بيتنا فلما كبر قتل شاتنا فقلت : مناسبة كتابة القصة هنا والاستدلال بشخوصها وتاريخها الذي لازم طفولتنا فهو لسببين الأول الإشادة بين كم النقد لمقرري المناهج الدراسية في مؤسساتنا التعليمية الذين اجتهدوا لتضمين المناهج ما يفيد لغرس سلوك ايجابيبقرت شويهتي وفجعت قلبي وأنت لشاتنا ولد ربيب غذيت بدرها ونشأت معها فمن أنباك أن أباك ذيب إذا كان الطباع طباع سوء فلا أدب يفيد ولا أديب نعم فبغياب الوفاء تغيب معه قيم إنسانية عديدة لتظهر صور تزدريها النفس الكريمة الرؤوم فيسود بين الجميع ما يسوء معاشهم , اكرر فنحن هنا نحتاج بالفعل إلى إعادة استذكار دروسنا تلك التي صدقتها وآمنت بها عقولنا في بواكيرها بينما مسخها البعض من ذاكرته لاحقا بفعل مؤثرات وعوامل أخرى غدت تشكل في مجملها عالما يدمغ حاضرنا بدواعي الخوف والوجل من بعضنا فنحن بحاجة فعلا للوفاء بيننا ولأوطاننا . [email protected]