سمعت اصوات اطلاق نار كثيف في ساعة مبكرة الاربعاء بالقرب في محيط الجامع العمري في مدينة درعا الواقعة بجنوب سوريا، فيما يبدو انها محاولة لانهاء الاعتصام الذي يقوم به محتجون سوريون منذ اربعة ايام. وقال احد المعتصمين ويدعى مصطفى في اتصال هاتفي مع البي بي سي إن قوات الامن السورية هجمت على المعتصمين حوالي الساعة الواحدة والنصف ليلا واطلقت الرصاص الحي بكثافة على المعتصمين. واضاف انهم بحدود 500 شخص كانوا يعتصمون بشكل سلمي في خيم نصبت قرب الجامع وان لهم مطالب محددة في اطلاق سراح الاطفال الذين اعتقلوا في المدينة وتخفيف الضغط الامني على المدينة. وأكد ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس وقوع خمسة قتلى وعشرات الجرحى نتيجة ما قال انه هجوم عنيف شنته القوات السورية على المعتصمين امام الجامع العمري. وقال ابو وسام المسالمة لبي بي سي وهو احد المعتصمين إنه اصيب بطلق ناري في رجله وإن قوات الامن العام قامت بمهاجمتهم من أربعة جهات، وبدأوا باطلاق الرصاص الحي باتجاههم. واضاف ان كل الطرق المؤدية إلى المدينة قد اغلقت وان قناصة انتشروا على سطوح المنازل يطلقون النار عليهم. ولم يتسن بعد التأكد من هذه الانباء من مصدر مستقل. رفع حالة الطوارئ وكان المتظاهرون في مدينة درعا السورية واصلوا اعتصامهم حول الجامع العمري في المدينة لليوم السادس. وذكرت الأنباء انهم وضعوا حجارة في مكان اعتصامهم لمنع قوات الأمن من اقتحامه. ويصر الأهالي على تنفيذ مطالبهم وعلى رأسها رفع حالة الطوارئ المفروضة في سورية منذ 48 عاما وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. وكانت المظاهرات المطالبة بالحرية قد تواصلت لليوم السادس على التوالي و امتدت إلى قرى قريبة من درعا. وقالت اللجنة السورية لحقوق الانسان ان الامن السوري اعتقل الناشط السياسي والمعتقل السابق لؤي حسن واقتاده من منزله بدمشق إلى جهة مجهولة. كما اعلنت المنظمة السورية لحقوق الانسان ان قوات الامن تشن حملة اعتقالات عشوائية في المناطق التي تشهد مظاهرات ولم يتم الافراج عن اي من المعتقلين حتى الان. كما ترددت انباء عن عزل الحكومة محافظ درعا فيصل كلثوم استجابة لمطالب المتظاهرين. وقالت وكالة فرانس برس ان مصورين يعملان لديها تعرضا للضرب على يد قوات الامن في البلدة القديمة من المدينة وانه تمت مصادرة معدات التصوير التي كانت بحوزتهما. واضافت ان عناصر من الجيش اقامت نقاط تفتيش على مداخل البلدة وتقوم بالتدقيق بهويات الاشحاص الذين يدخلون او يخروجون من المنطقة ويسجلون اسماءهم. "تحقيق مستقل" من جهة اخرى طالب مكتب الاممالمتحدة لحقوق الانسان في جنيف الحكومة السورية باجراء تحقيق في مقتل ستة اشخاص في درعا خلال المظاهرات. واعلن الناطق باسم المكتب روبرت كولفيل ان التحقيق يجب ان يكون مستقلا وشفافا وفعالا. ودان الاتحاد الاوروبي اعمال العنف والقتل التي تعرض لها المتظاهرون في سورية وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان قمع المتظاهرين الذين يحتجون على حكم بشار الاسد في سوريا هو امر "غير مقبول". وقالت اشتون في بيان ان الاتحاد الاوروبي "يدين بشدة القمع العنيف بما في ذلك استخدام الرصاص الحي ضد التظاهرات السلمية" في سوريا، "ما ادى الى مقتل العديد من الاشخاص". وحضت اشتون السلطات السورية على عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين واحالة مرتكبيه الى القضاء و"الاصغاء الى المطالب المشروعة" للشعب السوري. كما دانت الولاياتالمتحدة استخدام السلطات السورية "للقوة غير المتناسبة" في قمع التظاهرات التي تطالب باطلاق الحريات ومحاربة الفساد. وحث تومي فيتور، الناطق باسم مجلس الامن القومي الامريكي، دمشق على السماح للسوريين بالتظاهر والاحتجاج بشكل سلمي. كما دانت منتهى سلطان الأطرش، المتحدثة باسم المنظمة السورية لحقوق الإنسان، إطلاق النارعلى المتظاهرين في مدينة درعا. وطالبت الأطرش، في مقابلة مع بي بي سي، الرئيس السوري بشار الأسد بالإصغاء إلى مطالب الشعب السوري ومنحه الحرية. وكانت السلطات السورية قد نشرت قوات الجيش في درعا مع تواصل التظاهرات في المدينة. ورغم ان المتظاهرين لم يطالبوا بتنحية الرئيس السوري، تعتبر هذه الاحتجاجات اخطر تحدي يواجهه النظام السوري منذ خلف الرئيس بشار والده منذ 11 عاما.