**هناك فرق بين فلسفة السياسة وسياسة الفلسفة. ** ففي الاولى.. يتحول السياسي الى نبض الشارع الى آمال الناس واحلامهم ويتحدث بما في قلوبهم وبألسنتهم ويحيل آمالهم وطموحاتهم الى حقائق تمشي على الارض.. الفيلسوف السياسي هو ضمير الأمة ولسانها وخفقات قلوبها.. وهو الذي يسبقهم دائما الى ما يريدون ويترجم ما في صدورهم الى كلمات وافعال يلمسونها ويحسونها ويرونها شواهد ناطقة تمشي بينهم ويعيشونها في حاضرهم وغدهم. وعندما تزداد خلافاتنا كعرب.. تزداد ايضا رغبات الشعوب العربية في وحدتها.. وتلاحمها ونبذ خلافاتها واستعادة امجادها.. والتصدي لاعدائها.. والفطناء وحدهم هم الذين يدركون ان في وحدتهم عزتهم ونصرهم ورخاءهم واستقرارهم وهزيمة اعدائهم.. والوحدة هي حلم الامة العربية في كل مكان.. وبرغم انها بعيدة المنال.. الا اننا نحلم بها كل يوم.. وتعيش في اذهاننا وعقولنا سؤالا ضخما لا ننفك نطرحه ونحتار في اجابته.. متى نتحد؟! **وعندما تزداد خلافاتنا كعرب.. تزداد ايضا رغبات الشعوب العربية في وحدتها.. وتلاحمها ونبذ خلافاتها واستعادة امجادها.. والتصدي لاعدائها.. والفطناء وحدهم هم الذين يدركون ان في وحدتهم عزتهم ونصرهم ورخاءهم واستقرارهم وهزيمة اعدائهم.. والذين يعتقدون ان التحالف مع الغريب والاجنبي والاستعمار هو الطريق الاصوب لضمان امنهم وامانهم واستقرارهم ورخائهم.. هم مخطئون لانهم يطلبون الامان من الذي لا امان له ويمدون يد الصداقة لمن لا صديق له الا مصالحه واطماعه ونهب خيرات الشعوب وفرض وصايته.. فالقوى لا يصادق ضعيفا ولا يحالف منهزما ولكنه يفرض شروطه عليه... ويأخذ منه اكثر مما يعطي.. وسياسيو الفلسفة هذه فقدوا القدرة على ايمانهم بقدرات بلادهم وشعوبهم وخيرات ارضهم، ان الطريق الى السلام لا يفترض فيه ان يكون هو نفس الطريق الى الاستعباد واذلال الشعوب وفرض الوصاية عليها.. نحن لا نعادي احدا.. ولكننا لا نقبل الوصاية من احد، اننا نتعاون مع كل شعوب الارض لما فيه خير امتنا ونهضتها وعزتها.. ولكن هذا الوطن الذي اعزه الله وكرمه لا يقبل الذل ولا الاستعمار في أي صورة من صوره لقد ولدنا احرارا وعشنا على ارضنا احرارا وسنبقى كذلك والعزة لله.