حدثتني إحدى الصديقات العزيزات بألم وحزن عن شغفها بطب الأعشاب وتصديقها لكل ما يقوله المداوي الشعبي سواء كان طبيبا أو لا يعرف فيما يمتهنه شيئا. وحذرتني من التهاون بمخاطر طب الأعشاب ومن الثقة بأطبائه الشعبيين وغيرهم ثقة عمياء بلا بصيرة, حتى ولو نالوا من الشهادات أعلاها, من الذين سخروا أنفسهم للاحتيال على الناس واستغلال حاجاتهم للصحة والجمال وغيره, وحتى وإن كان الجمال هبة من الله لا يمكن تغييرها بعشبة ولا بشجرة. وحذرت أيضا من تصديق القول المروج لطب الأعشاب بأن (الأعشاب إن ما نفعت ما ضرت) وهذا خطأ فادح ,فالأعشاب دواء ككل الأدوية له سلبياته وإيجابياته, وإن كان له نفعه فإنه أيضا له ضرره الفادح والمميت أحيانا والمخلف لعاهات في بعض الأحيان. ومن الأعشاب أو مما تخرج الأرض عموما, صنعت العقاقير كلها وفيها النافع وفيها الضار ضررا قد لا ترجى صحته وقد يزيد المريض مرضا ويضاعف العلة عللا أخرى, أو أنها قد تعالج عرضا وتورث مرضا. فالمرأة المسكينة وإن تظاهرت بالقوة , وهي الفقيرة وإن ادعت الثراء , وهي التي تتعلق بحبال الوهم ,وهي الناقصة العقل على كل أحوالها ,هي التي تستغلها الدعايات المغرضة لكل شيء , وهي التي تروج لسلع وإن كانت فاسدة ومضرة, وهي التي توجه لها البرامج لأنها سريعة الاستجابة والانبهار بالجديد, بالضبط كما هو الطفل وشكت لي مصيبتها عندما كانت شديدة الحرص على مشاهدة برامج أطباء الأعشاب تحت وطأة فكر أن الأطباء ذوي الشهادات العلمية كثيرو الأخطاء القاتلة, وهذا وإن كان فيه جانب من الصحة إلا أن فيه السم الزعاف أيضا , كما حصل لصديقتي, والتي كما ذكرت, كانت شديدة الحرص على مشاهدة ومتابعة برامج الطب الشعبي ومراسلتهم والاتصال بهم, والمداوين بالأعشاب خاصة , والسرعة بكتابة الوصفات التي يذكرها طبيب الأعشاب في برنامجه. ومن ثم الذهاب فورا للعطار لشرائها, واستعمالها شربا وغموسا, ودهنا وغسولا وأخبرتني كيف أنها انساقت وراء نصائح ذلك الطبيب الذي روجت له إحدى الفضائيات, حتى حصل لها ما لا تحمد عقباه ,لقد اختلت لديها الهرمونات وأصبحت تعاني من عدم انتظام دورتها الشهرية وازدياد وزنها وبهتان لون بشرتها. وخمولها بعد أن كانت شعلة من النشاط ,سليمة معافاة من كل سوء إلا مما قد يصيب أي إنسان من برد وزكام وبعض الآلام المصاحبة لبعض الأمراض البسيطة. لم أكتب هذه المقالة للإضرار بمصلحة أحد ما, فمعاذ الله أن يحدث مني ما يضر بشرا, ليقيني بأني محاسبة ولا شك يوم العرض الأكبر, أسأل الله أن يكون حسابا يسيرا , ولكني كتبتها لحرصي على مصلحة الانسان عموما والمرأة على وجه الخصوص. فالمرأة المسكينة وإن تظاهرت بالقوة , وهي الفقيرة وإن ادعت الثراء , وهي التي تتعلق بحبال الوهم ,وهي الناقصة العقل على كل أحوالها ,هي التي تستغلها الدعايات المغرضة لكل شيء , وهي التي تروج لسلع وإن كانت فاسدة ومضرة, وهي التي توجه لها البرامج لأنها سريعة الاستجابة والانبهار بالجديد, بالضبط كما هو الطفل . ولذلك فإن أغلب وسائل الإعلام موجهة للمرأة كما هي الحال بالنسبة للإعلانات التي تفقدها رشدها وتجعلها أسيرة لها في كل شيء كان صغيرا أو كبيرا يعنيها أو لا يعنيها بأي حال من الأحوال. twitter:@NSalkhater