بالتأكيد هي ليس الأولى ولن تكون الأخيرة منذ دارت عجلة التقدم والاهتمام ودخول المرأة عالم الفن التشكيلي في المملكه رغم واقعها المليء بالمشاغل والتفاصيل اليومية وأحيانا الإحباطات. ثمة رائدات مثلما هناك رواد في التشكيل ،تستطيع ان تضع قائمة لهن وربما في ظل التنامي والتعدد تخونك الذاكرة ولكن في كل الأحوال لايمكن لك ان تنسي صفية بن زقر ومنيرة موصلي وفوزية عبد اللطيف ونبيلة البسام وزهرة بوعلي وبدرية الناصر ..وغيرهن من الرائدات وبعدهن تستطيع أن تضع قائمة للتميّز والمنافسة تضم أسماءً كثيرة . جهد ومحاولات وتنامي وقدرات أبرزها معرضها الشخصي الاول «مراس»الذي اقامته ببيت التراث العربي في الخبر والذي تستطيع ان تلمس فيه عشقها للفن التشكيلي وإصرارها على المواصلة رغم ظروفها كإمرأة عاملة وناشطة اجتماعية.. وفنانتنا واحدة منهن تستطيع أن تلمس في أعمالها الجهد الكبير في محاولة ان يكون لها بصمة متفرِّدة عِبْر الخامات التي تعمل عليها وعبر الألوان وعبر التشكلات التي تبرز في اعمالها وعبر محاولاتها الجادة والحثيثة لإبداع لوحة مغايرة.. وأيضا في محاولة الخروج من عباءة التأثر والتقليدية .. تنجح أحيانا وتدور حول ذاتها أحيانا أخري..ولكنها لاتتوقف عن المحاولات وحرق المراحل نحو خصوصية تدفع المتلقي إلى مقارناتها مع أعمال الرجال ومع قريناتها من التشكيليات على الساحة، وهي مقارنة تكون في كل الأحوال ظالمة وغير مقنعة.. جهد ومحاولات وتنامي وقُدرات أبرزها معرضها الشخصي الأول «مراس»الذي أقامته ببيت التراث العربي في الخبر والذي تستطيع ان تلمس فيه عشقها للفن التشكيلي وإصرارها على المواصلة رغم ظروفها كإمرأة عاملة وناشطة اجتماعية، وأيضا ثمرة هذا الإصرار عبر تلك الاعمال التي تكشف عن قُدراتٍ فنية ووعي بماهيّة اللوحة التشكيلية في العلاقات بين الكتل والفراغات والملامس والسطوح والألوان وجماليات العمل في شكله النهائي والتجريب المتمثل في توظيف معطيات الواقع والتراث في جوهر العمل..رغم انها لم تدرس الفن التشكيلي اكاديميا.. إنها الفنانة التشكيلية شعاع الدوسري تلك المثابرة التي دفعتني لأن أقف طويلاً أمام أعمالها وأمام الظروف التي أحاطت بهذه التجربة أيضا .. ولأنني هنا ليس بناقد للأعمال التي طرحتها في «مراس»وإنما مشاهد يحاول أن يلمس الخيوط الغائبة عن التلقي والتي تجيب على أسئلة عديدة تطمسها اللوحات من مخيلاتنا ،إذ أننا نرى الأثر أو المنتج بالمفهوم التسويقي لأنه المعطي النهائي للتجربة وهو المعني بالنقد ..ولا نتساءل عن كيف وماهي الظروف التي أثمرت هذا المنتَج ومدى معاناة الفنان وصراعه مع الواقع والظروف .. وكيف انتصر أو قاوم كلّ ذلك ليضعَنا هنا في معرضه وبين أعماله .. ناهيك عن المقارنة بين تلك الإبداعات وبين إبداعات مغايرة خاصة إبداعات الرجل. لقد عمِلت شعاع لأكثر من 30عاماً في محاولة جادة ومثابرة في أن تكون ما ودّته لنفسها (فنانه تشكيليه) ولا نستطيع أن نرصد هنا الجهد الذي قامت به من دورات ومعارض وسفر ومشاركات--ولكننا لانملك سوى أن نقدِّر لها هذا الجهد الذي تكلّل في النهاية ب»مراس» ..