في الزمن الذي تزداد فيه عزلة الشعراء وتتضاءل مساحة الشعر في الحياة العامة، وفي ظل ارتفاع مد الكتابة النثرية عموماً، والروائية على وجه الخصوص، يزف لنا نادي تراث الإمارت في أبوظبي - في خطوة مفاجئة وأشبه بالمغامرة - مجلة شهرية متخصصة في الشعر، هي ليست مجلة فصلية شأن معظم المجلات الثقافية المتخصصة التي تصدر أربعة أعداد كل عام. إننا نتحدث هنا عن 12 عدداً، وهو عدد كبير بالنسبة لمجلة تعنى بفن كتابي واحد، فقد الكثير من وهجه وحظوته، وما فتأت أعداد قرائه تتقلص، حتى صار في ذيل اهتمامات وإقبال الناشرين من بين ضروب الكتابة وأجناسها الأخرى. نتمنى بالطبع لهذه المجلة الفتية الغنية بموادها ودراساتها وحواراتها والمتنوعة بنصوصها وإبداعاتها أن تستمر وتواصل صدورها لسنوات طويلة مقبلة كنت قد قرأت عن صدور هذه المجلة قبل شهور، وكان ذلك خبراً ساراً بالنسبة لي شخصياً، لكنني للأسف لم أستطع أن أتوصل للحصول على أي من أعدادها التي كنت أقرأ عروضها في الصحافة العربية، حتى في أكبر وأشهر مكتبات دبي نفسها. بطبيعة الحال لم يشكل لي ذلك الأمر صدمة، وإن حمل قدراً ليس بالقليل من خيبة الأمل، ليقيني ومعرفتي بأن المجلات الثقافية عموماً، والأدبية خصوصاً مهمشة وشبه منبوذة في المكتبات وفي نقاط توزيع الصحف والمجلات المتناثرة هنا وهناك في مراكز البيع والأسواق الكبيرة، لذلك فإن عثوري على العدد السابع من المجلة «عدد ديسمبر 2012م» في إحدى المكتبات المحلية بمدينة الظهران كان بمثابة المفاجأة السعيدة، إذ أتيح لي أخيراً أن أحصل على أول أعدادي الخاصة من هذه المجلة التي سأحرص مستقبلاً على اقتناء جميع أعدادها المقبلة، وسأسعد حتماً بالحصول على ما سبق صدوره من أعدادها، وليسمح لي القارئ الكريم بأن أوجه الدعوة للشعراء وللمهتمين بالشعر بالسعي لاقتناء هذه المجلة الوليدة دعماً لها، وحرصاً على أن تواصل مسيرتها في إيجاد منبر حيوي للشعر العربي الذي هو أحوج ما يكون إليه. نتمنى بالطبع لهذه المجلة الفتية الغنية بموادها ودراساتها وحواراتها والمتنوعة بنصوصها وإبداعاتها أن تستمر وتواصل صدورها لسنوات طويلة مقبلة، وألا يكون مصيرها مثل مصير مجلة «شعر» الشهيرة التي أصدرها الشاعر اللبناني يوسف الخال عام 1957م وتوقفت عن الصدور عام 1969م. هي مجلتكم أيها الشعراء فلا تبخلوا بدعمها!