أندهش كثيراً من الجدال الذي دار حول نسبة البطالة الحقيقية في المملكة، والتفاوت بين ما أعلنته وزارة العمل، وبين ما أعلنته مصلحة الإحصاءات العامة، وكأن المشكلة لدينا هو «الرقم والنسبة»، وليس «القضية والأزمة»، التي أرى أن التصدي لها اليوم أفضل مائة مرة من التصدي لها في الغد. البطالة في المملكة، أياً كانت نسبتها، في حاجة إلى آلية عمل وخطة استراتيجية قصيرة وطويلة المدى، لا تعتمد على إحلال السعودي محل الوافد في التو واللحظة، وإنما تعتمد على إيجاد أجيال شبابية متعلمة ومثقفة وواعية لدورها في المجتمع، يسعى سوق العمل لخطب ودهم وهم على مقاعد الدراسة، ليس لسبب سوى أنه يتم تعليمهم وتدريبهم في مؤسساتهم التعليمية بشكل فعال لمتطلبات السوق واحتياجاته. وعلينا أن نتذكر أن التعليم نال في ميزانية المملكة الأخيرة، ما يفوق 200 مليار ريال، وهو رقم كبير وضخم، وكفيل إذا ما تم توجيهه وفق استراتيجية حل أزمة البطالة بتلميع صورة المواطن السعودي في سوق العمل، وزيادة الاقبال عليه في القطاع الخاص وليس القطاع الحكومي، لأن الخاص أراه المقياس الحقيقي لتقييم كفاءة المواطن في سوق العمل. مازالت في مرحلة وصف المسكنات للأزمة ، متناسية أن البطالة تتفاقم يوماً بعد آخر بتخريج دفعات من الكليات والجامعات والمعاهد كل عام، لينضموا إلى صفوف البطالة. وأنبه إلى أمر مهم للغاية، أستشعره من الشباب أنفسهم، وهو أزمة عدم الثقة التي يبديها رجال أعمال أو مؤسسات وشركات القطاع الخاص في الشاب السعودي، هذه الأزمة تخلق فجوة كبيرة بين العامل السعودي والقطاع الخاص. أكرر ما ذكرته في مقال سابق بأن وزارة العمل لا تتحمل وحدها تبعات أزمة البطالة، ومن يدعي هذا الأمر، فهو غير ملم بأركان الأزمة من أساسها، في الوقت نفسه، أنتقد أداء هذه الوزارة، التي مازالت في مرحلة وصف المسكنات للأزمة، متناسية أن البطالة تتفاقم يوماً بعد آخر بتخريج دفعات من الكليات والجامعات والمعاهد كل عام، لينضموا إلى صفوف البطالة. وأنبه إلى أمر مهم للغاية، أستشعره من الشباب أنفسهم، وهو أزمة عدم الثقة التي يبديها رجال أعمال أو مؤسسات وشركات القطاع الخاص في الشاب السعودي، هذه الأزمة تخلق فجوة كبيرة بين العامل السعودي والقطاع الخاص، فالمواطن يشعر أنه مفروض على القطاع الخاص، والأخير يستقبل المواطن بغير ترحاب، ويطرح به في وظائف لا تلائمه ولا تحقق أحلامه الوظيفية، وهذا يرسخ البطالة المقنعة لدينا، لذا لا غرابة بعد الآن أن نشكك في نسب البطالة، لأنها متغيرة وتزداد عاما بعد عام.. والله يستر .