ساد الغموض نتائج الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس المصري، محمد مرسي الذي اختتم أولى جلساته في غياب جبهة الإنقاذ في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية. وقالت أنباء إن الرئيس، رأس الاجتماع لفترة قصيرة، أكد فيها حرصه على العبور بالوطن من أزمته الراهنة، وتحدث عن تقديره للجميع، وأشار إلى "محاولات بعض القوى الإقليمية وبعض القوى الداخلية لإضعاف مصر"، ملمحاً إلى أن بعض بقايا النظام القديم يديرون هذه المواجهات الدموية من الخارج وبالتحديد من بعض البلدان العربية، يقصد بذلك الفريق أحمد شفيق المقيم بدولة الإمارات العربية. من جهتها، كشفت مصادر ل(اليوم) بعض كواليس الاجتماع، وقالت إن الرئيس، أمّ الحاضرين في صلاة العشاء، وبعد أقل من 20 دقيقة، غادره ليلتقي رئيس وزرائه هشام قنديل، الذي حضر على عجل إلى رئاسة الجمهورية، وهو ما فسره محللون بأنه ربما يكون مقدمة للتفكير في إعفائه والتفكير في تشكيل حكومة إنقاذ وطني، ما يعني تلبية جزء رئيس من مطالب جبهة الإنقاذ الوطني . المصدر، كشف ل(اليوم) أيضاً، عن تلقي الحوار ضربة معنوية، بعد أقل من 40 دقيقة من بدئه، إذ غادره أيضاً رئيس حزب مصر القوية، والمرشح الرئاسي السابق، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ، مشيراً لارتباطه بمقابلة تليفزيونية على إحدى الفضائيات، داعياً جماعة الإخوان المسلمين للانسحاب من مشهد المنافسة السياسية لأنهم "يسيرون في طريق كراهية خطر على الوطن، وعلى العمل الدعوي. من جهته، قال أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، أحد الحاضرين للاجتماع، إن الرئيس "وعد" بإعادة النظر في قراراته الأخيرة، المتعلقة بفرض الطوارئ في محافظات القناة، خلال أيام. وكشف نور عن أن مرسي، لم يعلق على اقتراح بإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل، أو التفكير في تشكيل حكومة مستقلة أو حكومة إنقاذ وطني . من جهته، حذر الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، إن «استمرار صراع القوى السياسية حول إدارة شؤون البلاد قد يؤدي إلى انهيار الدولة، ويهدد مستقبل الأجيال القادمة»، مضيفا أن نزول الجيش في محافظتي بورسعيد والسويس يهدف إلى «حماية الأهداف الحيوية والاستراتيجية وعلى رأسها قناة السويس التي لن نسمح بالمساس بها، ولمعاونة وزارة الداخلية التي تؤدي دورها بكل شجاعة وشرف». وأكد خلال لقائه بطلبة الكلية الحربية، صباح امس، أن «القوات المسلحة تواجه إشكالية خطيرة تتمثل في كيفية المزج بين عدم مواجهة المواطنين المصريين وحقهم في التظاهر، وبين حماية وتأمين الأهداف والمنشآت الحيوية والتي تؤثر على الأمن القومي المصري، وهذا ما يتطلب أهمية الحفاظ على سلمية التظاهرات ودرء المخاطر الناجمة عن العنف أثنائها». ميدانياً، تحدى أهالي محافظات القناة الثلاث (بور سعيد والإسماعيلية والسويس) الليلة قبل الماضية، قرار حظر التجول، وشهدت شوارع المحافظات مسيرات كبيرة، بدأت مع موعد بدء الحظر منددة بالرئيس، ومعلنة العصيان.. فيما أعلن "ثوار الإسكندرية" تصعيد غضبهم وقطع الطرق الرئيسية بالمدينة، ما أصاب حركة المرور بالشلل التام. وفي ميدان التحرير، تجددت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوى الأمن، مرة أخرى، أمام فندق سميراميس، بعد ليلة حافلة من المناوشات بالمولوتوف وقنابل الغاز عند كوبري قصر النيل، حيث وصل عدد المصابين إلى 134 حالة. وأعلن رئيس هيئة إسعاف مصر، الدكتور محمد سلطان، أن إجمالي مصابي الاثنين بلغ 618 حالة بالمحافظات، و7 وفيات .