بينما أعلن مصدر حكومي مصري، أن مجلس الوزراء في اجتماعه برئاسة هشام قنديل، أقر مسودة قانون يمنح سلطة الضبط القضائي للقوات المسلحة لمساعدة الشرطة، وأقرتها اللجنة المشتركة من مكتب لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية ومكتب لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية بمجلس الشورى، استمرت حالة الاحتقان السياسي والشعبي، في مصر - أمس - لليوم الرابع على التوالي، وتصاعدت ردود الفعل الغاضبة من قرار الرئيس محمد مرسي، بفرض حالة الطوارئ، وحظر التجوال في محافظات القناة الثلاث (بور سعيد والإسماعيلية والسويس) لمدة 30 يوماً. وفي تطور لافت، وفيما تحدت المحافظات الثلاث، قرار الرئيس، وأعلنت عقب الخطاب الليلة قبل الماضية عدم التزامها، وصعدت لهجتها مهددة باستمرار التظاهر، في نفس توقيت الحظر، وخرجت أعداد كبيرة للشوارع لتطوف الميادين غير عابئة بما أعلنه من تهديدات. من جهتها، ردت حركة «بلاك بلوك» على خطاب مرسي، مساء الأحد بقوة، حيث أعلنت «أن الرسالة الفاشلة للرئيس المنتهي شرعيته وتهديداته وصلت إليهم»، محذرين إياه بضرورة انتظار الرد أمام قصر الاتحادية. سياسياً، لا يزال غموض يلف مصير الحوار الذي دعا إليه الرئيس المصري، الليلة قبل الماضية، واستبق رئيس حزب الدستور الدكتور محمد البرادعي، اجتماع جبهة الإنقاذ، بعد ظهر أمس، بتغريدة له على تويتر، أوضح فيها أن الحوار الذي دعا له رئيس الجمهورية محمد مرسي لن يجدى، إلا في حالة تحمله المسئولية الكاملة عن الأحداث الدامية التي شهدتها مصر في الأيام القليلة الماضية. من جهته، قال حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق: هناك عدة شروط يجب توافرها لبدء الحوار الوطني.. ومنها «وقف نزيف الدم، واحترام إرادة الشعب وتقديم الحلول السياسية على الإجراءات الأمنية» كشرط لجدية أى حوار. ميدانياً، تداعت الأحداث فيما أطلق عليه المصريون «اثنين الغضب»، وساد غليان شعبي، مدينة بورسعيد، وسارت مسيرة ليلية للتنديد بفرض حظر التجوال، في تحد لقرار الرئيس، وارتفعت حدة التوتر، خلال تشييع جثامين خمسة من القتلى السبعة، خلال الاشتباكات العنيفة التي جرت الأحد، عند تشييع ضحايا أحداث السبت الدامي، وشوهد دخان كثيف، أثناء سير الجنازة في شارع 23 يوليو، في طريقها للمقابر. من جهته، أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور أحمد عمر أن إجمالي أعداد المصابين ببورسعيد والقاهرة وبعض المحافظات الأخرى منذ ظهرالاحد حتى صباح الاثنين بلغت 582 مصاباً، فيما بلغ عدد الوفيات 5 حالات وقعت جميعها في محافظة بورسعيد، وأضاف أن منهم 520 في بورسعيد وحدها، فيما بلغ عدد المصابين بميدان التحرير في محافظة القاهرة 49 مصاباً إثر الاشتباكات التي وقعت الأحد بالقرب من كوبري قصر النيل. في ذات السياق، أفاد مصدر أمني بأن شابا (19عاما) قتل إثر اصابته بخرطوش في الرقبة، أثناء اشتباكات في ميدان التحرير دون ان يوضح ملابسات مقتله. وكان مدخل كوبري قصر النيل من جهة ميدان التحرير، شهد منذ الصباح الباكر، اشتباكات متقطعة بين متظاهرين وقوات الأمن، التي أطلقت الغازات المسيلة للدموع بكثافة، فيما تزايدت أعداد المتظاهرين الوافدين للمنطقة استعدادا لأداء صلاة الغائب على أرواح الشهداء وإحياء ذكرى «جمعة الغضب».