تضع الخطوط السعودية نفسها دائما موضع الاتهام والدفاع، وذلك في تقديري المتواضع لا ينسجم مع كونها شركة احترافية مهنية تعمل منذ عشرات السنين في مجال الخدمات، ولديها إدارة للعلاقات العامة يبدو واضحا أنها لا تجيد عملها في تحسين الصورة الذهنية للمؤسسة العريقة والعملاقة وإنما لديها «فورمة» جاهزة للرد على أي نقد أو انتقاد خلاصته نفي متكرر وجاهز، فإذا كانت هناك مشكلة حجوزات فالخطوط تنفي، وإذا تناول المسافرون لحم خنزير فالخطوط تنفي وتؤكد أنه «بيف» أو «مورتيدلا» والمشكلة في ذائقة المسافرين، وهكذا نجد أننا في دوامة نفي لا تنتهي في كل حالة سلبية تلحق بالخطوط السعودية. لا أتصور أن هناك من يتعاطف مع الخطوط السعودية، فأداؤها لا يشفع لها ويضعها في المكان غير المناسب رغم الدعم الكبير الذي تحظى به، واضطرارنا كمسافرين خاصة في الرحلات الداخلية للسفر بها، لذلك فإن المشكلة من خلال ما نعرفه من ميزات حصرية تقريبا في النقل الداخلي في هيكلها الإداري ومنهج عملها وليس في أسطولها الذي يضم عشرات الطائرات المتنوعة وخدمات أرضية ومساندة من الأفضل عالميا، لكن المحصلة صفر كبير. ويبدو أن كل شركة طيران من حول الخطوط السعودية تنمو وتتطور وتتصدر المعايير الدولية، بينما هي «محلك سر» وذلك أمر مخجل ويدعو للأسى والأسف، فناقلنا الوطني ينبغي أن يكون عنوانا وسفيرا دوليا معتمدا يعكس كثيرا من الميزات والنمو والتطور، فقيمتها أكبر من نقل الركاب عالميا لا تبدو سمعة الخطوط السعودية بخير أو في أفضل أحوالها بما يستقيم مع المعطيات والمعايير الدولية، حيث يشهد قطاع النقل تنافسا حادا، ولولا النقل الداخلي ربما ما وجدت الخطوط مسافرين في ظل توافر خيارات أخرى، هناك شركات حديثة لكنها سبقت خطوطنا رغم أقدميتها، ولا أدلل على ذلك من استشهادي بتقرير حديث أصدره مركز ألماني متخصص في السلامة والطيران، كشف أن الخطوط السعودية جاءت ضمن أسوأ 10 شركات طيران باحتلالها الترتيب الخامس والخمسين من حيث الأمان والسادس من حيث الخطورة. التقرير الذي أصدره مركز JACDEC الألماني وهو مركز متخصص في السلامة والطيران، أشار الى أن القائمة شملت خطوط الطيران العالمية، حازت فيها الخطوط الإماراتية على المركز الرابع، فيما حصلت مواطنتها «الاتحاد» على المركز الخامس، وهاتان الشركتان لم يطل بهما الزمن كخطوطنا لتحصلا على هذا التصنيف الذي حين نقيسه بعمر خطوطنا فلا أقل من أن نصفه بأنه «كارثي» إذ إنه رغم سنوات الخبرة التراكمية في النقل الجوي والدعم الكبير الذي تحظى به فإنها متأخرة عن شركات طيران لم يتعد عمرها عشر سنوات، وذلك يعني تخلفا وتأخرا وعجزا عن المواكبة لا مبرر له غير عيوب هيكلية في إدارة الشركة. تصنيف آخر أجرته «سكاي تراكس» احتلت فيه الخطوط السعودية المرتبة 87 في العالم بسبب عدم استطاعة الشركة على الحصول على رضا المسافرين على متن طائراتها، فيما احتلت الخطوط القطرية المرتبة الأولى في نفس التصنيف للعام الثاني على التوالي، بينما جاء في المرتبة الثانية «آسيان ايرلاينز» الكورية، وثالثا الخطوط السنغافورية، ويبدو أن كل شركة طيران من حول الخطوط السعودية تنمو وتتطور وتتصدر المعايير الدولية، بينما هي «محلك سر» وذلك أمر مخجل ويدعو للأسى والأسف، فناقلنا الوطني ينبغي أن يكون عنوانا وسفيرا دوليا معتمدا يعكس كثيرا من الميزات والنمو والتطور، فقيمتها أكبر من نقل الركاب وإنما هناك معان ودلالات أخرى يبدو أن مسئولي الخطوط السعودية لم يعوها جيدا. من حققوا الانجازات لوطنهم ليسوا أفضل منا، لذلك لابد من إعادة النظر في حال الخطوط حتى لا نجد أنفسنا في التصنيف المقبل خلف خطوط غينيا الاستوائية أو «واق الواق».