انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان احتجاز مئات من ضباط الجيش في السجون لفترات طويلة قبل المحاكمة مشيرا الى أن هذا يضعف معنويات الجيش في الوقت الذي تتعهد فيه أنقرة بمواصلة الضغط على المتمردين الاكراد. وخلال عشرة أعوام له في السلطة تمكن اردوغان الذي ينتمي لحزب له جذور اسلامية من جعل القوات المسلحة القوية التي تعتبر نفسها راعية العلمانية تتصرف بطريقة منضبطة. وكثيرا ما تدخلت القوات المسلحة من قبل في السياسة ونفذت انقلابات خلال عقود سابقة. وسجن مئات من الضباط في الخدمة والمتقاعدين وبينهم 20 بالمئة من الجنرالات وينتظرون محاكمتهم منذ عام 2005 بتهم تامر والتخطيط للاطاحة بالحكومة. وقال اردوغان في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة //هناك الان ما يقرب من 400 ضابط متقاعد وفي الخدمة داخل السجن.. الاخطر هم المتهمون بتشكيل تنظيمات أو الانتماء لتنظيم. اذا كانت الاتهامات بالنسبة لهؤلاء مؤكدة فلتكملوا المهمة.// وأضاف في مقابلة مع التلفزيون التركي //ولكن اذا لم تكن مؤكدة فيجب التعامل مع مئات الضباط وفقا لذلك. هذا يؤثر على معنويات القوات المسلحة التركية بالكامل. كيف يمكن لهؤلاء الناس محاربة الارهاب..// وبينما قوبل اردوغان بالاشادة لوضعه الجيش تحت قيادة مدنية الا أن السنوات التي يقضيها المدعى عليهم في السجن دون اتهام أثارت مخاوف من أن تكون المحاكمات عملية سياسية تهدف الى تكميم المعارضة. وأول ادانة واسعة جاءت في سبتمبر أيلول الماضي بعد محاكمة دامت 21 شهرا عندما صدرت أحكام بالسجن على أكثر من 300 ضابط بتهمة التامر للاطاحة بحكومة اردوغان قبل عقد. وما زال مئات في السجن في انتظار محاكمتهم. وهناك نحو 100 صحفي أيضا في السجن وكذلك الاف النشطاء والمحامين والسياسيين وغيرهم. وأغلبهم متهم بالتامر ضد الحكومة أو دعم متمردين أكراد محظورين. وصوت البرلمان في يوليو تموز الماضي لصالح الغاء المحاكم الخاصة التي كانت تنظر قضايا التامر للقيام بانقلابات بعد أن انتقد اردوغان ممثلي الادعاء لتصرفهم كما لو كانوا //قوة مختلفة داخل الدولة.// ولكن الغاء المحاكم الخاصة التي أسستها حكومة اردوغان عام 2005 لن يؤثر على المحاكمات القائمة لمئات من ضباط الجيش المسجونين.