يحبس المصريون أنفاسهم اليوم، الجمعة، وتتجه أنظار مصر والعالم، إلى ميدان التحرير الشهير في قلب العاصمة، ومحيط قصر الاتحادية الرئاسي، في انتظار ما تسفر عنه مفاجآت الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير، التي يتوقع أن تشهد تصعيداً احتجاجياً من المعارضة وفصائل الاولتراس، الناقمة على الوضع السياسي في البلاد، مع مخاوف من حدوث أعمال عنف. وعكس الذكرى الأولى، التي شهدت احتفالية كبيرة قبل عام، يخيّم الترقب على الساحة، خاصة بعد إقرار الدستور، ومنح سلطة التشريع لمجلس الشورى، مع استمرار القلاقل بالبلاد، وارتفاع معدل كوارث النقل والقطارات، وانهيار الأبنية السكنية، ما ادى لمصرع وإصابة المئات خلال الأسابيع الأخيرة، كذلك موجة الغلاء التي تزداد وتيرتها، ما ألقى بظلاله على الوضع السائد. طوارئ طبية بموازاة ذلك، أعلنت وزارة الصحة المصرية، رفع حالة الطوارئ القصوى بين مرافقها وأجهزتها الطبية، تحسباً لطوارئ الجمعة، وكشف رئيس هيئة الإسعاف الدكتور محمود سلطان، عن تخصيص 1950 سيارة إسعاف للتجمع بالقرب من جميع الميادين الرئيسية على مستوى المحافظات، التى من المقرر أن تشهد تنظيم مظاهرات على رأسها التحرير ومصطفى محمود والاتحادية بالقاهرة، والأربعين بالسويس، والقائد إبراهيم بالإسكندرية. وأضاف، أنه تم وضع فرقتين للتدخل السريع من أطباء الطوارئ، لإسعاف المصابين فى حالة تصاعد الأحداث، بجانب رفع درجة الطوارئ للقصوى بجميع مستشفيات الوزارة، والتأكد من توافر كافة الأدوية والمستلزمات وأكياس الدم بها. وبينما التزمت جماعة الإخوان المسلمين الصمت، واختفى عن الأنظار معظم منظريها على غير العادة واصلت رموز المعارضة تصعيدها. إذ دعا حزب الدستور بزعامة الدكتور محمد البرادعي، الشعب لإسقاط ما وصفه ب»دستور عصر الطغيان»، ومن أجل تحقيق كل أهداف الثورة، وعلى رأسها مطلب العدل الاجتماعى والاستمرار فى الثورة حتى ترضخ دولة الطغيان لمطالب شعبها. أنباء سيئة وبينما سادت أمس، حالة من الهدوء الحذر و الترقب، بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وبدت الشوارع الرئيسية شبه خالية، مع تعطل المصالح الحكومية، بدأ تواتر الأنباء السيئة، عقب أقل من 24 ساعة من أحداث مطروح التي أصيب فيها قرابة 40 شخصاً، نشبت اشتباكات بين ضباط ومجندي الأمن المركزي بقطاع الطور بجنوبسيناء، نتج عنها إصابة 12 نقلوا إلى مستشفى الطور، فيما قال اللواء محمود الحفناوي مدير أمن جنوبسيناء إن 13 مجندا بالأمن المركزي أصيبوا بإجهاد شديد وبعض الكدمات ونقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج وخرجوا بعد شفائهم. السبت المجهول؟! على صعيد آخر، أعلن ألتراس أهلاوي في بيان على صفحته الرسمية على "فيس بوك" الخميس، أن يوم غد السبت، "سيكون يوما فاصلا في حياة أشخاص كثيرين "وقد يكون آخر يوم في حياة أشخاص آخرين، وأشخاص يعلمون أنهم يسعون وراء حق حتى لو كلفهم ذلك أرواحهم" ، وذلك على حد تعبيره، وقال إن مصير كل من دبر وخان وقتل في مجزرة استاد بورسعيد في الأول من فبراير هو "الموت" . ودعا الألتراس في البيان - الذي جاء تحت عنوان "تجمع جلسة النطق بالحكم" كل من يريد التضامن مع القضية، قائلا :"ندعو كل من لا يزال يرى أن الدم ليس رخيصا كما يراه كل ظالم ومستبد، للتواجد من الساعة الثامنة صباحا يوم السبت أمام بوابة 8 بأكاديمية الشرطة بالقاهرةالجديدة، مشددا على أنه غير مسموح بالتأخير أو الاعتذار" . يذكر أن 72 مشجعا من النادي الأهلي لقوا مصرعهم في مذبحة إستاد بورسعيد التي وقعت في الأول من فبراير الماضي عقب نهاية مباراة المصري البورسعيدي والنادي الأهلي في منافسات بطولة الدوري الممتاز، وهو ما أدى إلى تأجيل الدوري ثم إلغائه، فيما يطالب الألتراس بالقصاص من قتلة شهداء مجزرة بورسعيد التي تعتبر الأبشع في تاريخ الرياضة المصرية. وكانت جماهير الأولتراس، جابت شوارع القاهرة الأربعاء حتى ساعة متأخرة من الليل، واوصلت مسيراتها من التحرير، حتى سيتي ستارز بمدينة نصر، احتجاجاً على عدم الحكم على المدانين في المجزرة، رافعين لافتات "الدم ثمنه دم" وتسببوا في قطع حركة مترو الأنفاق من ميدان سعد زغلول لأكثر من 45 دقيقة، كما حاصروا البورصة المصرية أيضاً لوقت مماثل قبل أن ينصرفوا، مؤكدين أن "أيام الغضب" ستكون مؤشرا لرد فعل عنيف من أعضائها الذين رفعوا أيضا شعار "القصاص أو الفوضى". الضربة القاضية وبينما التزمت جماعة الإخوان المسلمين الصمت، واختفى عن الأنظار معظم منظريها على غير العادة واصلت رموز المعارضة تصعيدها. إذ دعا حزب الدستور بزعامة الدكتور محمد البرادعي، الشعب لإسقاط ما وصفه ب"دستور عصر الطغيان"، ومن أجل تحقيق كل أهداف الثورة، وعلى رأسها مطلب العدل الاجتماعى والاستمرار فى الثورة حتى ترضخ دولة الطغيان لمطالب شعبها. وأكد الحزب فى بيان أصدره الخميس، وتلقت (اليوم) نسخة منه: "يجىء يوم 25 يناير سنة 2013 وثورة يناير المجيدة تواجه أخطارا هائلة، تتطلب من جماهير شعبنا العظيم أن يستعيد نبض الثورة، وينزل إلى ميادين مصر لإنقاذها، فبعد عامين كاملين على الثورة لم يتحقق أى هدف من أهدافها، بل إن هذه الأهداف شهدت انتكاسات هائلة بسبب سيطرة جماعة الإخوان على كل مفاتيح السلطة فى مصر". وفيما أكد المرشح الرئاسي السابق والقيادي بجبهة الإنقاذ، حمدين صباحي، أن النخب السياسية ليس لها سلطان على الجماهير، معتبرا أن العامل الحاسم هو موقف الشارع وليس النخب. قال باسل عادل نائب البرلمان المنحل والعضو السابق بحزب المصريين الأحرار، إن المعارضة ستستخدم الضربة القاضية ضد جماعة الإخوان فى الذكرى الثانية لثورة 25 يناير الجمعة. وقال باسل فى تدوينه له عبر "تويتر": "ما زلنا فى الحلبة، وسنستمر إذا لم ينته 25 يناير بالضربة القاضية للإخوان". وأضاف "حتى الآن لم يفهم الإخوان ما لم يفهمه مبارك، وهل تستعصى الحرية و الكرامة على الفهم، مؤكدا أن سقوط الإخوان من الحكم مسألة وقت، و سقوطهم من نظر الناس مسألة حكم". من جهته، أكد الناشط السياسي المهندس ممدوح حمزة أن الإخوان طول الفترة السابقة قاموا باحتلال الثورة، مضيفا أننا نحن أمام جماعة سرقت الثورة والحكم. وأضاف في مداخلة فضائية، أن الهدف من يوم 25 يناير القادم هو إسقاط النظام الإخوانى، مشيراً إلى أن الشعب سيثور وأن النظام "هيجرى زى الفئران" ..على حد تعبيره . الرئيس في إجازة وبينما انتشرت قوات الأمن، بمحيط قناة السويس، لتأمينها من أية أعمال عنف، كشفت مصادر أمنية عن وجود تخوف داخل مديرية أمن الإسماعيلية، وفى قيادة الجيش الثانى الميدانى، من زيارة الرئيس محمد مرسى، وأسرته، لقضاء عطلة تستمر لأيام فى استراحته بالمحافظة، لمتابعة فعاليات الذكرى الثانية لثورة 25 يناير. ووفق صحيفة "الوطن" المستقلة، فإنه رغم محاولة الأجهزة الأمنية التكتم على الزيارة، فإنه تسرب عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، ما ضاعف التشديدات الأمنية للزيارة، خاصة مع وجود حالة شحن فى الشارع الإسماعيلاوى ضد الرئيس وجماعة الإخوان فى الذكرى الثانية للثورة وبسبب ارتفاع الأسعار.