من أمتع الكتب التي تحتويها مكتبتي تلك الكتب التي تسرد وتقص تجارب الحياة والانجازات وسير المميزين في الثقافة والمعرفة، ليس كذلك فقط، بل إن من الجميل أن تجد كُتابا متخصصين ومهمومين بالتقاط حياة المشاهير وتفاصيل أيامهم وكواليس حياتهم باعتبارها ميزة كتابية لا يتقنها كثيرون، وجلال أمين من الكتاب المميزين الذين يطربونني في كتاباتهم الذاتية والغيرية، كيف لا يكون مطرباً ثقافيا وممتعاً علمياً وقد تخرج في مدرسة والده الأديب والبحاثة الكبير : أحمد أمين - يرحمه الله - وجلال أمين رغم تخصصه العلمي، إلا أن لديه وعياً وثقافةً وأسلوباً كتابياً يتفوق به على كثير من متخصصي الأدب والمنتسبين لعالم الثقافة، وكتابه «شخصيات لها تاريخ» من الكتب الماتعة التي لا أمل من مطالعتها، هذا الكتاب مع كثرة صفحاته التي ربت على ثلاثمائة صفحة، إلا أن ما به من معلومات وطريقة عرض وأسلوب سهل يجعلك تقرأ الكتاب قراءة، بل تأكله أكلاً. إن كتاب «شخصيات لها تاريخ» كتاب ممتع لمحبي القراءة والاطلاع، وللمعلمين والطلاب، والمثابرين على خطى الأب والثقافة والوعي. لقد استفدت منه وأنصح بقراءته، لما فيه من معرفة أقدار الرجال، وشدة تحملهم في حمل راية التنوير والتعليم، وفيه الكثير الكثير. شكراً جلال أمين.الكتاب يتناول شخصيات لها دورها الريادي في الجانب الحضاري الثقافي، ولها رمزيتها ودلالتها الكبيرة في إسهاماتها المختلفة على كافة المستويات، وهذه الشخصيات في غالبها شخصيات مصرية، إلا أنها وصلت للعالمية بجدارة، لذلك فجلال أمين يدرك هذا البعد الرائع في كون الشخصية المصرية شخصية منتجة ومبدعة وتصل لما تريده، للعديد من المبررات والقضايا التي يتناولها المؤلف في ترجماته، خاصة في تحليل المناخين الاجتماعي والسياسي، اللذين لعبت فيهما هذه الشخصيات أدوارها وثقافتها. من أحمد بهاء الدين في الفلسفة، مرورا بفتحي رضوان والسياسة، ونجيب محفوظ في حياته الخاصة، ويوسف إدريس، ولويس عوض، وأحمد أمين، وجمال حمدان وجمال عبد الناصر، وليس انتهاءً ب «لطفي الخولي» وأحمد زويل وثروت أباظة ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم، ومحمد المويلحي صاحب حديث عيسى بن هشام، وغيرهم كثير أراد لنا جلال أمين أن ندخل عالمهم من خلال رؤيته الثقافية وتجربته الحياتية وصداقاته المختلفة مع العديد منهم. يكتب جلال أمين بحس المكتشف والمتبصر، ولا أدلك على ذلك من اكتشافه قضايا مهمة في شخصية الكاتب محمد المويلحي الذي لا يعرفه المتخصصون سوى بكتابه الذي اتبع فيه أسلوب المقامات العربية القديمة والسجع المتكلف، لكنه مع هذا فقد أظهره لنا جلال أمين كاتباً ناقداً للحياة الاجتماعية وللاستبداد الديني وللتخلف الاجتماعي والمعرفي، وأظهر آراءه في الفن والموسيقى والثقافة من خلال نظرة فلسفية وكونية تقدر وتحترم. إن كتاب «شخصيات لها تاريخ» كتاب ممتع لمحبي القراءة والاطلاع، وللمعلمين والطلاب، والمثابرين على خطى الأب والثقافة والوعي. لقد استفدت منه وأنصح بقراءته، لما فيه من معرفة أقدار الرجال، وشدة تحملهم في حمل راية التنوير والتعليم، وفيه الكثير الكثير. شكراً جلال أمين.