طخلال العامين الماضيين استطاع نجوم اليوتيوب لفت نظر الجميع اليهم والتأثير على الساحة الإعلامية والإعلانية عبر برامجهم وأفكارهم التي ينشرونها بقنواتهم الافتراضية التي تعمل على مدار الساعة دون توقف، فمنهم من قلد ومنهم من ابتكر شيئا جديدا. تعددت برامجهم بتعدد اهتماماتهم، فمنهم من يستغل خبرته الكوميدية في إضحاك المشاهدين عبر عرض قضايا اجتماعية قد يستنكر البعض خوضها عبر الكوميديا كونها وصلت لدرجة الكوميديا الطاغية التي قد تنسي المشاهد أصل المشكلة وهي للأسف عادة ما تكون ذات شعبية واسعة. والبعض منهم استغل خبراته التقنية لشرح حلول بعض المشاكل أو عرض كل ما هو جديد في عالم التقنية والأجهزة ومنهم من يهتم بالأخبار العامة فيعيد نشرها بشيء من الكوميديا والنقد المضحك، أو حتى النصائح الدينية من شباب عربي مسلم يوجهون فيها نصائحهم لشباب من جيلهم. الانتشار الكبير لهذه القنوات على اليوتيوب قد دخل مرحلة الخطر والسبب أن القنوات التلفزيونية لن تكتفي بالمشاهدة فحسب، بل تريد أن يكون لها نصيب من هذا النجاح والانتشار. الظهور المشرف لكثير من المواهب السعودية جعلهم يستغلون اليوتيوب في تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة وتحقيق أرباح عالية وانتشار واضح، بل بشهادة جوجل فإن المملكة تعتبر أكثر دولة عالميا استخداما لليوتيوب، لذلك أصبح الوصول الى الجماهير متاحا بشكل كبير وهنا تكمن الشعبية الكبيرة لبرامج اليوتيوب. لكن الانتشار الكبير لهذه القنوات على اليوتيوب قد دخل مرحلة الخطر والسبب أن القنوات التلفزيونية لن تكتفي بالمشاهدة فحسب، بل تريد أن يكون لها نصيب من هذا النجاح والانتشار، ودخول هذه القنوات يعني وجود جهات منتجة وإعلانية بميزانيات خيالية تفوق ميزانية أصحاب القنوات في اليوتيوب المتواضعين في تجهيزاتهم وميزانياتهم التي غالبا ما تكون اجتهادات شخصية، ورأينا بعض نجوم اليوتيوب السابقين توجهوا الى قنوات التلفزيون ربما كان ذلك بسبب أن الإغراءات المالية المقدمة من القنوات يصعب رفضها، أو أن الشريحة التلفزيونية تعد اكبر من شريحة التلفزيون أو لأسباب أخرى، وقد يزداد هذا الخطر ليكون قائما الفترة القادمة. لكنني أرفع قبعتي احتراما لمن بدأ هذا المشوار من شباب المملكة، سواء كانوا مقلدين لما شاهدوه أو أنهم قد أبدعوا وابتكروا هذه الأفكار فهم من أوائل المستخدمين الذين تحولوا من الاستهلاك إلى الإنتاج، وأنا متأكد من أن الفرصة مازالت كبيرة ومتاحة لظهور نجوم جدد في ساحة اليوتيوب باستطاعتهم الوصول إلى ما وصل إليه من سبقهم واجتيازه، فهناك الكثير من الفرص لتقديم برامج هادفة، لم يتم استغلالها بالشكل الكامل حتى الآن، فكل ما تحتاجه هو فكرة هادفة سواء قبلها البعض أم رفضوها. وأختم مقالي كما اعتاد نجوم اليوتيوب أن يختموا مقاطعهم بجملة «شكرا لقراءتكم ولا تنسوا لايك وسبسكرايب». @Ahmad_Bayouni