كان توقيع اتفاق المسافر الموثوق إحدى أهم نتائج زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي ، التقى خلالها بالرئيس الأميركي باراك أوباما، فبحثا الأوضاع السياسية والتطورات في منطقة الشرق الأوسط. وقال البيت الأبيض، في بيان له بعد اللقاء الذي جمع بين الأمير محمد بن نايف وأوباما، إن الجانبين أكدا استمرار الشراكة القوية بين المملكة والولاياتالمتحدة، وناقشا القضايا الأمنية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وإن الرئيس أوباما هنأ الأمير محمد بتعيينه وزيرًا للداخلية، وحمله رسالة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ضمنها أطيب تمنياته وتحياته، ردًا على التحية التي وجهها الملك عبد الله للرئيس والشعب الأميركيين، والأماني بدوام النمو والازدهار. المصالح المشتركة كما التقى سموه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ونائبها بيل بيرنز, و تطرق البحث إلى موضوع تجديد اتفاقية التعاون التقني بين البلدين، التي وقعتها المملكة مع الولاياتالمتحدة في العام 2008. فيما تناول اللقاء مع بيرنز، المسائل السياسية التي تشكل مصالح مشتركة بين البلدين. كما ضمت جولة لقاءات سموه مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب جون برينان، ونائب وزير الخزانة نيل وولين،و مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي توم دونلون، وناقشا سبل رفع مستوى التعاون بين الدولتين، وثانيهما مع مدير مكتب التحقيقات الاتحادية روبرت موللر، ومدير الاستخبارات الأميركية جيمس روبرت كلابر، كلٍ على حدة، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة عادل بن أحمد الجبير. مسافر موثوق به وكان الاجتماع الأهم مع جانيت نابوليتانو، وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، إذ بحثا تعزيز الأمن المشترك، وأكدا التزام الجانبين تأمين بلديهما ضد التهديدات الجديدة والناشئة، مع دعم وتيسير أوجه العلاقات التجارية وتسهيل حركة السفر بينهما. ووقع سمو وزير الداخلية اتفاق الترتيبات الخاصة ببدء تطبيق برنامج "المسافر الموثوق به" بين البلدين، الذي يتيح لسلطات الجمارك والجوازات وحرس الحدود مبدأ المعاملة بالمثل، لتيسير وتسريع فحص المسافرين الموثوق بهم في المطارات، والتركيز على المسافرين الذين يمكن أن يشكلوا تهديدات محتملة . ومن النتظر تطبيق البرنامج خلال الأشهر الستة القادمة، ليتم تطبيقه بشكل كامل بحلول العام 2014. وصدر عقب اللقاء بيان مشترك عن الجانبين أبرز التاريخ الطويل من علاقات العمل الثنائية والإقليمية بين وزارة الداخلية السعودية ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية لتعزيز أمنهما المشترك ودعم الرخاء والنمو الاقتصادي في البلدين. وقال البيان: "إن كلا من وزارة الداخلية السعودية ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية تعرفان أن دعم وتنمية تلك العلاقات إنما يخدم المصالح المشتركة للمملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية". وأضاف أنه "وفي سبيل التأكيد على الروابط القوية بين الجانبين ولدعم تقدم علاقات الشراكة القائمة بينهما وقعت وزارة الداخلية السعودية ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية الترتيبات الخاصة بتطبيق كل دولة منهما لبرنامج (المسافر الموثوق)، الذي سيسهل عمليات التبادل التجاري وحركة السفر بين المملكة والولاياتالمتحدة، كما سيساعد السلطات الأمنية المختصة من الجانبين على التعرف بفاعلية على التهديدات المحتملة والحفاظ على أمن حدودهما وبلديهما". وأوضح البيان أن الهدف الذي يراد تحقيقه سيكون البدء في تطبيق البرنامج خلال الستة أشهر المقبلة وصولا لتطبيقه بشكل كامل بحلول عام 2014م. وتشمل آلية التنفيذ معلومات كاملة عن المسافر يدون فيها مهنته ورصيده الأمني، ليتم التخفيف وتسهيل إجراءات المسافرين الموثوق بهم والتدقيق على المسافرين الآخرين، وستعمل هذه الاتفاقية على إنهاء أزمة التأخر في منح الفيزا الأمريكية التي شهدت إجراءات معقدة في أعقاب أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، وستمكن من تقليل القيود الأمنية على المبتعثين السعوديين في أمريكا، التي فرضت في السنوات الأخيرة. وأوضحت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي في بيان أصدرته الوزارة عقب اللقاء أن الاجتماع يمثل خطوة أخرى كبرى إلى الأمام في سبيل دعم علاقات الشراكة بين البلدين. وجاء في البيان: "إنها تشعر بالفخر للروابط القائمة بين البلدين لأن تعزيز التعاون بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية يؤكد التزام الجانبين بتأمين بلديهما ضد التهديدات الجديدة والناشئة مع دعم وتيسير أوجه العلاقات التجارية وتسهيل حركة السفر بينهما بصورة أكثر فاعلية". وكان سمو وزير الداخلية التقى في واشنطن مدير وكالة الأمن الوطني الأميركي الجنرال كيث اليكساندر. وناقش الجانبان خلال اللقاء علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعم عمليات تبادل الخبرات بينهما بما يحقق مصالحهما المشتركة. كما التقى سموه مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بمقر وزارة الخارجية في واشنطن. وبحث الجانبان علاقات التعاون الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية وجملة من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. كما تم خلال الاجتماع تجديد اتفاقية التعاون التقني بين البلدين التي كان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - وقعها عن الجانب السعودي ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس عن الجانب الأميركي خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش للمملكة العام 2008م.