بكل الحب والتقدير وخالص الشكر وعظيم الامتنان ودعت المنطقة الشرقية من جميع مدنها وبجميع شرائح المجتمع من مسئولين ومشايخ ووجهاء ورجال الأعمال ومثقفين وأدباء ورجال الصحافة والإعلام الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز. اجتمعوا يوم الثلاثاء 10/1/2013 م بمقر امارة المنطقة لوداع أميرهم المحبوب محمد بن فهد بن عبدالعزيز . وقد شهد اللقاء المحبة والتلاحم بين القائد وأبناء الشعب وعبارات الشكر والثناء على جهوده وانجازاته التي شهدتها المنطقة خلال مسيرة 30 عاماً .لقد شاهدت وشهد أبناء المنطقة أين كنا وأين أصبحنا اليوم . عقود الزمن مرت سريعة ،خطت المنطقة خطوات واسعة وتحققت انجازات عديدة وخدمات متنوعة, شملت الطرق والصحة والتعليم والأمن والصناعة .وشهدت المنطقة الشرقية قيام أكبر المناطق الصناعية وايضاً صناعة البتروكيماويات حتى أصبحت تعرف باسم عاصمة الصناعة الخليجية. لقد سجل التاريخ الكثير من المبادرات باسمه وكان أهمها : جائزته لخدمة أعمال البر وجائزته للتفوق العلمي التي جعلت أبناءنا يتسابقون ويتفوقون في تحصيلهم العلمي .وايضاً جائزة الدعوة والإرشاد والمساجد بإلاضافة الى مشروع الإسكان الميسر , ومشروع إنشاء جامعة الأمير محمد بن فهد ودعم المشاريع المساهمة في تطوير عمل المرأة والشباب ووضع الحوافز لهم .وجوائز للمصانع والصناعيين وغيرها . ولقد كان لتوجيهات سموه الدائمة أكبر الأثر في نفوس رجال وأبناء المنطقة الشرقية عبر رؤية سموه لتكون هذه المنطقة عاصمة للتفوق العلمي والصناعي .متبعا نهج ورؤية وحكمة القيادة الرشيدة .فاستطاع بجهوده وبمساندة أهالي المنطقة أن تكون في مصاف دول العالم وتربعها على أضخم الثروات النفطية والبتروكيماوية والغاز الطبيعي ..ونهض بها صناعياً واجتماعياً وتعليمياً لتكون محط انظار الاستثمار ورافدا من روافد الخير والاقتصاد في مملكتنا الحبيبة. ولقد كان سموه يحفظه الله رجل المواقف في الظروف الصعبة التي شهدتها المنطقة أثناء أزمة الكويت وحرب الخليج , ومواقفه ضد الإرهاب والمتطرفين .وان أعمال سموه ومواقفه كثيرة جداً يعجز القلم عن حصرها. وكان لذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام والجمعيات الخيرية بالمنطقة الاهتمام والدعم الكبير من سموه فكان حريصاً كل الحرص على انشاء المقرات والمراكز وتوفير الدعم والاحتياجات لهم. كم كانت كلمات سموه في لحظات الوداع مؤثرة جداً في نفوس الحضور. فقد بين وأثنى وشكر تعاون أهالي الشرقية وقال يحز في نفسي ترك هذا الجزء الغالي من هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية ولكن هذه سنة الحياة. واليوم أترجل فرسي بعد موافقة خادم الحرمين الشريفين على الاعفاء لتسليم الراية لسمو الأمير/سعود بن نايف الساعد الأيمن , لقد عملنا سنوات من العطاء والكفاح لأجل الشرقية واليوم يتسلم سموه عجلة القيادة . والأمير سعود ليس غريبا على هذه المنطقة فهو أحد الرجال المخلصين الذين لهم بصمات واضحة وهو يعد مكسباً كبيراً لما عرف عنه من حزم وعزم ومتابعة دقيقة لكل صغيرة وكبيرة لإنجاز وتسهيل خدمة المواطنين . والأمير /سعود هو من استلهم الحزم والإدارة والقيادة من مدرسة والده يرحمه الله الأمير نايف بن عبد العزيز . وهو رفيق درب لسمو الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله ,أثناء توليه نائباً للرئيس العام لرعاية الشباب, ومن الذين ساهموا في وضع اللبنات الأولى لتطوير الرياضة والشباب .وابدع في العلاقات الدبلوماسية حينما كان سفيراً للمملكة في اسبانيا (وأتذكر سموه عندما نظمت المملكة مؤتمر الحوار العالمي في اسبانيا حيث كنت أحد اعضاء اللجنة التنفيذية وكنا متشائمين من صعوبة الموقف وضيق الوقت حيث إننا ننفذ وننظم مؤتمرا عالميا يجمع قادة الشعوب والأديان والثقافات من شتى بقاع العالم .ولكن بدبلوماسيته وحنكته وادارته ..قالها لنا اعملوا وكأنكم في السعودية فكان الحافز والداعم النفسي والمعنوي لنا .وكان يعمل على مواصلة العمل بالليل والنهار. انه الأمل يا أهالي الشرقية وخير خلف لخير سلف .وحرص القيادة الرشيدة على اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب .وعرفته جيداً من خلال عملي كمسؤول بالمنطقة وخارج المملكة في المهمات الرسمية بأنه حريص كل الحرص على تحمل ومتابعة المسئولية وتنفيذها وسياسة الباب المفتوح والتواصل الدائم والمستمر مع جميع شرائح المجتمع وخدمة الوطن والمواطنين من أهم أهدافه . كل الآمال والأمنيات والتطلعات لكمال مسيرة النماء والعطاء لهذه المنطقة. فوداعاً محمد العطاء ومرحباً بك سعود الأمل ..على طريق الخير والبناء والوفاء والعطاء نلتقي من أجل هذا الوطن تحت راية التوحيد . ودام عزك ياوطن..