الشاعر أصبح مجبرًا على البحث عن بيت القصيدة وترك القصيدة ! غزا تويتر كل مناحي حياتنا، فقررنا جميعًا غزوه، فتح نافذةً صغيرة لنا، فقررنا أن نضع كل ما يدور في أذهاننا بها رغم صغرها. وهذه المساحة الصغيرة التي منحنا إياها تويتر، والتي لا تتجاور المائة والأربعين حرفًا أصبحت هي الرادع لمن يعشق الشعر المطوّل من الشعراء، فلم يعُد بإمكان الكثير من الشعراء التعبير عن مشاعرهم شعرياً بسبب محدودية المساحة وبسبب عدم تعوّدهم على الإيجاز الشعري. ولكن هل ما منحنا إياه «تويتر» من مساحة يُعدّ نقمة على الشعراء أم نعمةً على المتلقي؟ هذه المساحة الصغيرة التي منحنا إياها تويتر، والتي لا تتجاور المائة والأربعين حرفًا أصبحت هي الرادع لمن يعشق الشعر المطوّل من الشعراء، فلم يعُد بإمكان الكثير من الشعراء التعبير عن مشاعرهم شعرياً بسبب محدودية المساحة وبسبب عدم تعوّدهم على الإيجاز الشعري.أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال من مفاتيح الجدل الذي لا ينتهي، فهناك مَن يعشق الشعر المطوّل من الشعراء، وهناك مَن يعشقه من الجمهور مثلما أن هناك من يُصاب بالملل من هذا الشعر، ولكن أعتقد أن أغلبية الجمهور لم يعُد يُصغي كثيرًا لمن اعتاد تكرار الأفكار المستهلكة وإدخال أكبر عددٍ منها في قصيدته بدون داعٍ. كان هناك شعراء يصرّون على كتابة الشعر المطوّل فقط؛ لتمنحهم المجلات الشعرية ميزة الصفحتين، وكنا نواجه صعوبة بالغة في إكمال قراءة تلك القصائد، فأصبح الجميع يتوسّل مساحة تويتر لاستيعاب أبياته، ولكن هل أراح تويتر المتلقّي من تلك القصائد أم أراح الشعراء رغمًا عنهم أم اغتال الشعر في صدور أهله؟ الجواب من وجهة نظري المتواضعة أنه قد أراح الجميع ولم يقتل الشعر بين أضلع الشعراء الحقيقيين، فالشاعر يستطيع أن يصل إلى مشاعر المتلقي ببيت أو بيتين دون أن يقع المتلقّي في مأزق المتابعة المملّة والمجاملة التي لا تُطاق. أعتقد أن الشاعر أصبح مجبرًا على البحث عن بيت القصيدة، وترك القصيدة وهذا شي لا أحد يستطيع القول إنه إيجابي بشكل مطلق، فهناك شعراء يبدعون عندما يطيلون مثلما أن هناك شعراء يقتلون انتباهك عندما يُبحرون في إلقاء شعرهم. من أبياتي يا مضيّعني على درب القطاعة وش معك مكسب ليا خيّبت ظنّي ضعت بك بأسباب قلبي اندفاعه والبلى لن ضعت فيك وضعت منّي والأماني شتتتها الاستطاعه وانتهى مفعول الاشيا إلا التمني حيث لا حيلة تفيد ولا شجاعه جعلني ما أجر موالي وأغني والحظوظ اللي ما تطلع فالرفاعه جعل سود ايدينها ما تحتضنّي