إذا كانت منطقتنا الشرقية قد شهدت أكبر نهضة في تاريخها، طيلة أكثر من ربع قرن، بذل فيها الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، كل جهده، ونجح بامتياز في أن يضع بصمته المميزة عليها، فإن الشرقية، بمواطنيها وأهلها الطيبين، ستظل تذكر لسموه، كل ما أخلص فيه، ولن تنسى أبداً ما قدمه من عمل مخلص كأمير استطاع تغيير معالم المنطقة، وجعل منها منطقة جذب حقيقية وقلعة عملاقة ضمن قلاع الوطن الحصينة. ليس هذا فقط، بل إنه قاد عدة مبادرات خلاقة وحقيقية، من أجل تشجيع التنافس وتحقيق الريادة الفعلية في العديد من الجوائز لتفعيل كافة مجالات العمل الوظيفي والدعوي والتعليمي والإداري وغيرها على أرض الشرقية. وإذا كانت الشرقية أيضاً، تستقبل ثقة المليك القائد، في تعيين الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ليتسلم الراية، أميراً للمنطقة، فإنها في نفس الوقت لا تنسى أن أبا عبدالعزيز، ليس غريباً على الشرقية، بل كان في وقت من الأوقات، الساعد الأيمن والعضد، للأمير محمد بن فهد، وشارك أيضاً بفكره وأسلوبه في تحقيق الطفرة التي شهدتها المنطقة.. قبل أن ينتقل إلى مهمة أخرى من مهمات خدمة الوطن.. نجح عبرها في تأدية المطلوب منه، وإثبات قدراته الذاتية والإدارية والتي كان آخرها رئاسته لديوان ولي العهد والمستشار الخاص لسموه. صحيح، أن التغيير سنّة من سنن الكون، ولكن تبقى "البصمة" المميزة، التي تعودنا عليها، ونجح أبو تركي، في أن يطبعها بكل حبٍ وودٍّ، وعطاءٍ وإخلاص، طيلة سنوات مسيرته المخلصة، استطاع فيها أن يكون نموذجاً رائداً وفخراً حقيقياً، يشهد على ذلك، كل عطاءاته التي سهر عليها، وسجل من خلالها اسمه بأحرف من نور في سماء المنطقة خاصة، والمملكة بشكل عام. واليوم.. يتسلم "أبو عبدالعزيز" راية النهضة، التي غرسها أخوه، محمد بن فهد، برعاية تامة من لدن القائد عبدالله بن عبدالعزيز، وبالتأكيد، فإن سموه سيحقق المزيد من الطموحات لمواطني المنطقة الشرقية.. وهي خطوات تجذر الثقة الملكية الكريمة في شخصه، كحامل لشعلة الطموحات المرجوّة على كافة المستويات. ليس غريباً إذاً.. أن تكون الشرقية بين أميرين، كلاهما سجل حضوره الرائع، بكل امتياز، في كافة مواقع العمل الوطني، وليس غريباً إذا.. أن يكون الأمير محمد بن فهد، واحداً من الشخصيات التي أعطت القدوة والنموذج، بمثل ما فعل الأمير سعود بن نايف، عبر مسيرته وخدمته للوطن. كما أنه ليس بالغريب أيضاً، أن تفتح الشرقية، قلبها وعقلها ل"أبو عبدالعزيز" بمثل ما ظلت محتفظةً ل"أبو تركي" بكل أعماله وفضائله وإنجازاته، كلاهما ابنُ بارٌ لهذه الأرض، وكلاهما يحرص على تفعيل محاور ومكامن النهضة والتنمية على أرض الوطن. محمد بن فهد.. سيظل شاهداً على تاريخ المنطقة الشرقية.. الذي عاصره طيلة أكثر من 25 عاماً، كان فيها المحرك، والداعم، والدينامو الذي لا يهدأ، لم يكن أميراً أو حاكماً إدارياً بقدر ما كان وسيظل، الأخ والمواطن الذي استطاع عن جدارة، أن يجمع حوله قلوب الحب من كل أبناء المنطقة. وسعود بن نايف.. وهو يواصل ماراثون تحقيق الاستراتيجية التنموية، سيسجل بصمته إن شاء الله، بنفس الرؤية الهادفة للمصلحة الوطنية، تحوطه الدعوات المخلصة، من كل أهالي الشرقية، بنفس التقدير والحب والوفاء والولاء الذي تعودناه على أرض مملكتنا.. مثلما الوطن واحد، يجمعنا ويصهرنا.. يكون الهدف واحداً نعمل من أجله جميعاً، مهما تغيرت مواقعنا، وتبدلت مناصبنا.. هكذا قال القائد ذات يوم.. وهكذا نحن، وهكذا نكون. نحن أمام أميرين واحد تخرج من مدرسة فهد بن عبدالعزيز والآخر من مدرسة نايف بن عبدالعزيز.. والجميع امتداد لتلك المدرسة التي تخرج منها الجميع.. مدرسة المؤسس الملك عبدالعزيز.