بحث وزراء الخارجية ومندوبو دول الجامعة العربية خلال اجتماعهم الطارىء في القاهرة الاحد وضع اللاجئين السوريين في لبنان، في وقت وجه فيه مركز الجمهورية للدراسات وحقوق الإنسان رسالة حدد فيها احتياجات اللاجئين وضرورة تشكيل لجنة عربية لتوزيعها. وأكد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، عدنان منصور، أن لبنان غير قادر على تحمل أعباء متطلبات النازحين وحده. وأضاف: إن في لبنان أكثر من مئتي ألف نازح سوري، 75 بالمائة منهم نساء وأطفال، ولا توجد أماكن فورية لإيوائهم ولو بشكل مؤقت.في غضون ذلك، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أن النظام السوري لا يزال يتجاهل عمق التحرك الشعبي ويواجهه بالعنف، كما طالب بضرورة إطلاق حل سياسي شامل. وطالب العربي بضرورة تدخل مجلس الأمن لإصدار قرار يلزم الأطراف المتنازعة في سوريا بوقف إطلاق النار.وأوضح في كلمته الافتتاحية أمام الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الذي عقد أمس أنه أجرى اتصالات مكثفة مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والاخضر الابراهيمي المبعوث الأممي العربي الخاص بسوريا طالب فيها الأول بضرورة إصدار قرار ملزم من مجلس الامن بوقف القتال في سوريا وأن تكون الاممالمتحدة مستعدة لإرسال قوات حفظ سلام الى سوريا. العربي يطالب بضرورة توافر الموارد المالية من الدول العربية للدول المضيفة لهم لمساندتها في مواجهة هذا الوضع الانساني. ولفت العربى الى أن الدول العربية والجامعة تسعى لإيجاد آلية تنفيذية بشأن تنفيذ ما جاء في اعلان جنيف الصادر في 30 يونيو الماضي والمتعلق بعملية الانتقال السلمي في سوريا والسعي نحو تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة مؤكدا أنه في ضوء خطاب الرئيس السوري الأخير فان النظام السوري يبدو مصمما على التعامل مع الأزمة السورية من منظور أمني وكأن المسألة لا تعدو كونها مؤامرة دولية وأعرب العربي عن شديد أسفه لمرور عام كامل على مبادرة الجامعة العربية في 22 يناير 2012 لإيجاد حل سياسي للأزمة يقوم على ثلاثة عناصر اساسية هي: وقف شلال الدم واطلاق سراح المعتقلين والأسرى وتغيير النظام السياسي بشكل جوهري. وقال: إن هذه العناصر الثلاثة لم تتحقق للأسف، مؤكدا أنه على الرغم من مرور عام على إحالة الملف السوري الى مجلس الأمن لم يحدث أي تطور إيجابي على صعيد حل الأزمة منبها الى أنه بات من الضروري تدخل مجلس الأمن وفق الفصل السابع من الميثاق لوقف إطلاق النار. وتوقع العربي ازدياد تدفق اللاجئين السوريين الى دول الجوار مع استمرار الأزمة، مطالبا بضرورة توافر الموارد المالية من الدول العربية للدول المضيفة لهم لمساندتها في مواجهة هذا الوضع الانساني. وأعلن عن إيفاد الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية السفيرة فائقة الصالح على رأس وفد من الجامعة العربية الى دول جوار سوريا «الاردن ولبنان، العراق» لتفقد أوضاع اللاجئين والتنسيق مع الاممالمتحدة في هذا الشأن. من جهته جدد وائل فاعورى وزير الشئون الاجتماعية اللبناني ورئيس وفد بلاده الى الاجتماع التزام الحكومة اللبنانية بموقف بما اسماه ب « النأي عن النفس « في الازمة السورية تجنبا لاستيرادها الى داخل البلاد لكنه شدد على أن ذلك لا ينطبق على مسألة النازحين واللاجئين الى لبنان. وقال: إن حكومة بلاده تعمل في هذا السياق على توفير كل جوانب الإغاثة والإيواء والحماية للنازحين الهاربين من تصاعد الأوضاع الأمنية في سوريا موضحا أن هذا الموقف يتجاوز الواجب الإنساني الى كونه واجبا قوميا وأخويا. ولفت الى أن هناك توافقا داخل الحكومة اللبنانية بالرغم من التباينات حول المسائل السياسية بشأن عدم إغلاق الحدود أمام أي عائلة هاربة من القتل والدمار مؤكدا أنه لن يكون هناك أي ترحيل لسوري فذلك أمر غير مطروح بالمرة. وأضاف: إن هناك توقعات تفيد بوصول أعداد النازحين الى لبنان الى 425 الف شخص في يونيو المقبل وهو ما يعني المزيد من الضغوط والأعباء على الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني والنازحين وهو مايستوجب التفكير جديا في سبل مساعدة لبنان للعمل على تلبية الاحتياجات المتزايدة لهم وقال: إن الضغوط لا تقف عند حد البعد الاقتصادي فهناك أبعاد أمنية واجتماعية فضلا عن وقوع بعض الاحتكاكات بين النازحين وبعض شرائح المسلحة الغريبة.
مليشيات الأسد ترتكب مجزرة بحق الأطفال في ريف دمشق واصلت القوات النظامية السورية أمس قصفها مواقع المعارضة في مناطق عدة من ريف دمشق، حيث ارتكبت مليشيات الأسد مجزرة بقتلها عشرة أشخاص أغلبهم من الاطفال في موازاة اشتباكات بالعاصمة حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، وأكد المرصد مقتل "ما لا يقل عن تسعة مواطنين معظمهم من الاطفال إثر القصف الذي تعرضت له منطقة حزة في الغوطة الشرقية بالتزامن مع اشتباكات في عدة مناطق بالغوطة الشرقية". وكان المرصد تحدث في وقت سابق عن غارات جوية على بلدتي كفر بطنا وجسرين "ما أدى الى اصابة عدد من المواطنين بجروح بعضهم بحالة خطرة"، فيما تتعرض دوما وعقربا وبيت سحم والمعضمية والمليحة لقصف من القوات النظامية، وقتل مواطن إثر سقوط قذيفة على مدينة جرمانا كما تدور اشتباكات عنيفة في محيط ادارة الدفاع الجوية بمنطقة المليحة، وأضاف المرصد ان اشتباكات دارت بين "مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في مدينة داريا التي نفذت فيها الطائرات الحربية غارات جوية " في موازاة " تعزيزات ضخمة للجيش النظامي الذي يحاول اقتحام المدينة منذ أسابيع"، وفي العاصمة، دارت على أطراف حي برزة "اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة ومسلحين تابعين للنظام فجر الأحد" حسب المنظمة التي تعتمد في أخبارها على شبكة من الناشطين في مختلف المدن السورية، وأدت أعمال العنف في سوريا أمس الأول الى مقتل 95 شخصا هم 33 مدنيا و 39 مقاتلا معارضا و 33 جنديا نظاميا، وفق المصدر نفسه. وفي محافظة حمص، تتعرض مدينة الرستن بريف حمص للقصف من قبل القوات النظامية ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا، بينما عثر على جثمان رجل من بلدة الحفة مقتولا قرب مفرق الصالحية في ريف اللاذقية. وفي محافظة درعا، تعرضت بلدة الغارية الغربية للقصف من قبل القوات النظامية ما أدى إلى إضرار مادية، وتمنع السلطات السورية وسائل الإعلام الأجنبية من دخول البلاد ما يجعل من الصعب التأكد من صحة التقارير الواردة بشأن أعمال العنف من مصدر مستقل.