بينما كنت أتحدث مع أصدقائي الأعزاء من أصدقاء السوء , سألته عن رأيه المتواضع في مقالاتي غير المتواضعة فأجابني بأنها مقالات (زوينة) فقلت هل أفهم من كلامك أنها (تمشي الحال) ؟ فقال وبعد صمت قليل إممممممم لا ليس كذلك فمقالاتك نوعان , نوع تنتقد فيه جهات معينة أو ظاهرة اجتماعية و هنا فأنت متميز في طرحك بهذا الجانب والنوع الآخر هو إن تحدثت عن قصة أو واقعة حدثت لك ويصاحبها قليل من الضحك والسخرية هي متميزة أيضا إلا أنني أحس أن النوع الثاني من المقالات يصاحبها بعض (البكش) أي الكذب , هنا نظرت إليه بتعجب ومع كل ثانية تمر تزداد معها عيناي اتساعا من شدة الدهشة و قلت لماذا تكذبني وأنت صديقي وتعرفني جيدا ؟ قال لأنك تتكلم عن مواقف حصلت لك وكأنك الوحيد في هذه الدنيا الذي يواجه مثلها , في اعتقادي لا تكون شطارة الكاتب بأن يجند كلماته اللاذعة و يسلطها و يجلد بها إحدى الجهات كل مرة أو يعلق على تصريح مسؤول أو يقتصر على متابعة الأحداثفقلت لا بالتأكيد لستُ الوحيد في العالم ولكن ليس كل من يحصل له موقف معين في العالم يستطيع كتابته عبر الجريدة أي أن ليس كل الناس كتُّاباً , فكان ردي بليغا وملجما له ومن شدة كبريائه في عدم الاعتراف بخطئه في حقي تجاهل إجابتي وقال , بالله عليك هل سبق وأن (بكّشت) أي كذبت في إحدى مقالاتك ؟ فقلت لا أبدا فأنا أحترم كل قرائي وأيضا هم لهم عقول أحترمها و لا تنطلي عليهم كذباتي , فقال .. علينا ؟؟ بعدها صمت لثوانٍ صاحبتها حكًة ليدي على جبيني وقلت , في بعض الأحيان أمُلّح كلماتي ببعض (الكذيبات) وأبهّرها قليلا لتكون بالشكل الذي لا يضر و لا يمس احترامي للقراء الأكارم و لكن مجرد مبالغة في الوصف , وكما أسلفت فالضحك والسخرية يجب أن يرافقهما بعض المبالغة المعقولة كنكهة البهارات في الأكل . في اعتقادي لا تكون شطارة الكاتب بأن يجند كلماته اللاذعة ويسلطها ويجلد بها إحدى الجهات كل مرة أو يعلق على تصريح مسؤول أو يقتصر على متابعة الأحداث و التي يتابعها الناس أساسا دون الحاجة إلى كاتب , صحيح أن مواكبة الحراك و نقل الهموم مطلوب ولكن ليس هذا كل شيء , فكما يكون النقد مطلوبا أحيانا فالشكر أيضا كذلك , وأن يجتهد في ربط أفكار قد تغيب عن القارىء و يفاجئه بها إن استطاع و هذا محور الشطارة في نظري , ولا مانع أن يأتي بمواقف ووقائع واستخدام بعض الكذيبات التي لا تضر ليوصل رسالة ما أو يذكر بشيء قد يغيب عن البال . بعد هذا الحوار عدت إلى صديقي وسألته , لماذا تحرص على متابعتي ما دامت كتاباتي ( زوينة و بكّاشة ) في نظرك فهناك بالتأكيد ما هو أفضل منها فقال لا ليست كذلك ولكن كان مجرد جواب استفزازي لك لتعترف لي بالحقيقة , فقلت إذا أنت (البكاش) الكذوب وليس أنا فأجابني وقال نعم ( حاجة زي كذا ) . اللهم احفظ بلادنا وجميع بلدان المسلمين من كل شر ومكروه وفتنة وأدم علينا نعمة الصحة والأمن والسلامة ونسألك من الخير كله عاجله وآجله ماعلمنا منه و ما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه ومالم نعلم. بإذن الله ألقاكم الجمعة المقبلة , في أمان الله. [email protected]