فيما توقعت مصادر أن يضم مجلس الشورى في دورته السادسة المقبلة 30 صوتاً نسائياً مقابل 150 عضواً من الرجال، تواصلت "اليوم" مع العديد من مستشارات المجلس غير المتفرغات اللاتي كان لهن الدور في بعض قرارات الدورات السابقة لمجلس الشورى، مؤكدات أن مشاركة المرأة في المجلس نقلة نوعية للمجتمع السعودي على المستوى العالمي البداية كانت مع الدكتورة وفاء محمود طيبة - مستشار غير متفرغ بمجلس الشورى، وعضو هيئة تدريس بجامعة الملك سعود - التي أكدت أن اهتمامها كان وسيكون بما يقدمه المجلس للصحة ومشكلات المواطن الذي يحتاج للرعاية الصحية خاصة لكبار السن، حيث قالت : " ناقش مجلس الشورى كثيرا من الموضوعات هذا العام والأعوام السابقة، الكثير من الموضوعات الساخنة والمهمة التي يمكن أن يدلو أعضاء مجلس الشورى الموقرون فيها بدلوهم، إلا أنني أهتم بشكل خاص بما يقدمه المجلس للصحة ومشكلات المواطن الذي يحتاج للرعاية الصحية، خاصة كبار السن. كما أتمنى التركيز على كبار السن من جميع الجوانب، وأتمنى أن يكون لهذا الوطن برنامج وطني لرعاية المسنين يغطي جميع احتياجاتهم النفسية والاجتماعية والمادية والصحية والتعلمية والتأهيلية". وحول مشاركة المرأة كعضو في مجلس الشورى قالت طيبة ل "اليوم" : " في الواقع لا أعرف شيئا عن عدد اللاتي سوف يضمهن المجلس في الدورة المقبلة، لكن حتى مجلس الشورى (الرجال) بدأ صغيرا ثم زاد، والأهم من العدد هو المعدودات أي قدرة كل عضوة على تقديم ما ينفع الوطن، وهذا هو المهم". واعتبرت طيبة أن التركيز حول آلية النقل التلفزيوني أو مدى بثه عبر القناة أمر لا يهمها، مؤكدة أن التركيز على مثل هذه الأمور في رأيي يفقدنا الجوهر، والمهم هو ناتج الاجتماع، وكم من اجتماعات في أكبر شركات العالم تتم الآن عن طريق النقل الالكتروني، وتستخدم الالكترونيات لتحقيق أهداف مختلفة، وقد ثبت نجاحها، إما توفيرا للوقت والمال، أو لأغراض اجتماعية. كما نستخدمها في هذه الحالة، وأضافت : " يهمني جدا التركيز على توعية المواطن بدور وصلاحيات كل سلطة من السلطات الرئيسة في الوطن، فما نقرأه ونسمعه في وسائل الإعلام يدل على عدم فهم واضح لهذه الأدوار، وبالتالى لا يحترم المواطن الجهود التي تبذلها السلطات المختلفة، ويقدم شكواه لمن هو ليس من صلاحياته حلها". من جهة أخرى اعتبرت د. مي عبد العزيز العيسى أن ردة فعل المجتمع السعودي حول مشاركة المرأة كعضو فاعل في مجلس الشورى أوصل لي رسالة مباشرة بانطباع غير جيّد، حيث اهتم المجتمع بتفاصيل ليست بالأهمية التي من أجلها شاركت المرأة، حيث دقق البعض بالتقليل من جهد المرأة ومستواها العلمي والأكاديمي مع الأسف، وقالت العيسى : " انشغل الناس بأسئلة عديدة منها ماذا ستفعل المرأة في المجلس؟ وماذا ستضيف؟ وكيف ستشارك؟ وغيرها العديد من الأسئلة السطحية والفكاهية والطرح الذي غلب عليه طابع النكته والطرافة التي بها تقليل من شأن المرأة وجهدها لخدمة الوطن والمواطن، وتناسوا أهمية مشاركتها بالشكل الفاعل كونها فاعلة في وطنها بالأصل"، وأكدت العيسى في تصريح لها ل "اليوم" أن مسألة مشاركة المرأة في مجلس الشورى تحتاج إلى توعية وتثقيف المجتمع بطرح أهمية المشاركة ومدى إضافتها"، فيما اعتبرت الدكتورة بهيجة بهاء عزي أن مشاركة المرأة بعضوية كاملة سيكون لها مدلولاتها الدولية ما سينعكس بشكل ايجابي على الوطن خاصة أن المملكة وقعت على اتفاقيات هامة منها: اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة واتفاقية حقوق الطفل و الإعلان العالمي لحقوق الانسان، لذا كان هناك مطلب أساس بتواجد المرأة السعودية رسمياً في المؤتمرات الدولية"، وأضافت "عضوية المرأة في مجلس الشورى تعني نقلة نوعية ليس للمرأة السعودية فقط وإنما للمجتمع السعودي بكمله، ويأتي ذلك تأكيداً على النظرة الشمولية لخادم الحرمين الشريفين نحو مستقبل المجتمع السعودي ودور المرأة فيه ضمن المنظومة العالمية، وانطلاقاً من مبدأ التحديث المتوازن بما يضمن الجمع بين الأصالة والمعاصرة".