مصطلح ( معاداة السامية ) بعد أن كان مصطلحاً يطلق على من يهاجم اليهود كمجموعة وأقلية دينية صار تهمة جاهزة معلبة يقذف بها كل من ينتقد سياسات إسرائيل الإجرامية والعدوانية، مركز سيمون فيزنتال اليهودي يقوم سنوياً بنشر قائمة تضم أسوأ عشرة معادين للسامية في العالم، كان من بينها في هذه السنة رسام الكاريكاتير البرازيلي كارلوس لطيف، والأمريكي زعيم منظمة أمة الإسلام لويس فرخان والصحفي الألماني ياكوب أوغستاين الذي شهد حضور اسمه في القائمة ضجة كبرى في ألمانيا لما عُرف عنه من مجرد نقد لسياسات إسرائيل دون التعدي على حقوق اليهود في العيش. القائمة التي ضمت عشرة أسوأ معادين للسامية في العالم كان على رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وبما أن الشيء بالشيء يذكر ، فمن الواضح ألا أحد راض عن الإخوان المسلمين في الفترة الحالية، فمقالات بعض كتاب صحفنا وكتاباتهم في الشبكات الاجتماعية بدأت تنبئ بخروج مصطلح جديد قد يطلق عليه مصطلح ( محاباة الإخوان ) !! يُتهم فيه كل صحفي وإعلامي وكل مذيع وكاتب مقال يحابي الإخوان المسلمين ويشيد بسياساتهم، وبما أن القائمة ستكون فضفاضة وعائمة فمن المؤكد أنها ستشمل كل من أشاد بالإخوان المسلمين ولو لمرة أو أشاد بإحدى سياساتهم، ومؤكد أن المصداقية ستغيب في هذه التهمة وستتحول لتقرير جاهز للاستفادة منه في محاكم التفتيش، حيث سيتهم كل من ينشر اسمه بأنه مرتبط تنظيمياً بالإخوان المسلمين، وقد تلفق لمن في القائمة مقاطع مصورة مع المرشد العام للإخوان المسلمين أو حتى مقطع باهت يعرض جلسة سرية لمبايعة خاصة !! لست أعرف على ماذا يريد أن يحافظ كتابنا المهاجمون لمن يدافع عن بعض سياسات الإخوان المسلمين، وما الفائدة التي يجنونها من تخويف الكتاب الصحفيين من الكتابة عن الإخوان، خاصة أن الإخوان المسلمين لم يتجاوز توليهم الحكم في مصر سوى أشهر زراعة الخوف في نفوس المنتقدين هو ما يحاول فعله القائمون على نشر أسماء المتهمين بمعاداة السامية من أجل المساهمة في المحافظة على المكتسبات التي حققها اليهود من إقامتهم دولة على أرض ليست لهم ، إلا أنني لست أعرف على ماذا يريد أن يحافظ كتابنا المهاجمون لمن يدافع عن بعض سياسات الإخوان المسلمين، وما الفائدة التي يجنونها من تخويف الكتاب الصحفيين من الكتابة عن الإخوان، خاصة أن الإخوان المسلمين لم يتجاوز توليهم الحكم في مصر سوى أشهر ، ولم يسجل عليهم طوال هذه المدة شروعهم في القتل لمخالفيهم أو اعتقالهم بالجملة أو نهب الثروات الكبيرة في البلد ؟ ولا أجد سبباً لذلك سوى أن مرض فوبيا الإخوان الذي أصاب البعض بدأ في الانتشار لدينا ، وفيروس العدوى أصاب بعض كتاب صحفنا، فصار كل من يذكر الإخوان بإيجابية محابياً لهم، مبايعاً لهم، عضواً في تنظيمهم، فشفى الله المصابين بفوبيا الإخوان، وشفى كل مرضى المسلمين. تويتر: @mashi9a7