لا أدري ما المرض الذي أصاب عقول بعض أعضاء هيئة التدريس في الجامعات وجعلهم ينسون أنهم كانوا يوماً مكان هؤلاء الطلاب والطالبات الذين يدرسونهم ويسومونهم سوء العذاب من خلال النتائج؟! اليوم الطلاب والطالبات الجامعيون يعانون قلقا وضغوطا وبعضهم هرب وترك الجامعة، ليس بسبب المذاكرة والمواد التي يدرسونها فهذا واجبهم وهذه هي مهمتهم، ولكن بسبب الحيف والجور من بعض أعضاء هيئة التدريس في وضع النتائج، والمشكلة أنه لا حسيب ولا رقيب، وإذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي؟! بل إن بعض الطلاب يقولون: لا تشتكي حتى لا يتآمر عليك القسم بأكمله! يخرج الطالب أو الطالبة من الاختبار وهو قد ضمن الممتاز، وعندما تأتي النتائج يرى حرف (الدال) شامخاً أمام اسمه، هذا إن لم يكن أخوه حرف (الهاء). وبالمقابل هناك من يخرج من الاختبار وهو ينتظر حرف (الهاء)، وحين تظهر النتائج يرجع البصر ويكرره في النتيجة ليتأكد هل هذا الاسم هو اسمه أم اسم طالب في القاعة الثانية، فالنتيجة أصبحت بالبركة ودعاء الوالدين فتّاكة! الطلاب ينقلون عن بعض الدكاترة قولهم: لو كان الأمر بيدي لأعطيتكم كلكم ممتازا، ولكن تعرفون علي مراقبة! وكأن تميّز عضو هيئة التدريس لا يكون إلا برسوب طلابه.الطلاب يقولون: إن عضو هيئة التدريس يحسم النتيجة من أول السنة وأحياناً بسبب موقف من طالب لم يعجبه! والطلاب يقولون: إن عضو هيئة التدريس يحرص على المنحنى الطبيعي، فالأغلبية مقبول وجيد، وهناك واحد أو اثنان ممتاز، والهاء لابد أن يكون موجوداً، حتى ولو لم يكن هناك ما يستدعي ذلك. والطلاب ينقلون عن بعض الدكاترة قولهم: لو كان الأمر بيدي لأعطيتكم كلكم ممتازا، ولكن تعرفون علي مراقبة! وكأن تميّز عضو هيئة التدريس لا يكون إلا برسوب طلابه. وآخرون يقولون: إن بعض أعضاء هيئة التدريس يرمي أوراق إجابات الطلاب في الهواء، فما وقع على الطاولة فهو متجاوز وما كان على الأرض فهو إلى الأرض. قد يقول البعض إن هذه إشاعات لا تصدق، وأقول: إن وضوح الجامعات وأعضاء هيئة التدريس هو الكفيل بقتلها وزوالها. طبعاً كل ما سبق لدى البنات أشد وأنكى، فالبنت وحيدة وليس لها إلا الدموع والدعوات! يجب أن يراجع هذا الأمر وتوضع له الحلول الكفيلة فإذا أتى الخطأ من الصفوة فهذه إصابة بمقتل، وإذا كان الضحية هم الطلبة الجامعيون الذين هم عماد مستقبل الوطن فهو مقتل آخر. فهذه التصرفات تفقدنا الكثير من الطاقات، وتقدم من لا يملك من المؤهلات إلا القرابة أو إتقان الخضوع والتذلل. أتمنى أن يراجع هذا الأمر من قبل وزارة التعليم العالي، ولو عقد مؤتمر من أجل ذلك فلا أرى فيه مبالغة!. shlash2020@twitter