دخلت ثمانية منتخبات أجواء خليجي 21 بالبحرين بدءا من أمس ، وسبعة منها لا تريد سوى الكأس، ونادرة البطولات (وإن كانت غير معترف بها) لا يوجد بها منتخب يرضى بأقل من (الأول) لأنه ذاهب إليه فقط، والظفر بالكأس، وما عداها فلا قيمة له. شدّني ما قاله رئيس اتحادنا الكروي ومدرب منتخبنا بأنهم لا يعدوننا بشيء.. والأهم أنهم أوضحوا لنا أنهم ذاهبون للمنافسة لا للمشاركة. وبين الوعد (الغائب) والمنافسة (الحاضرة) علامات نؤجل النظر إليها لما بعد العودة من البحرين، فلا يفترض الآن الحديث عن آراء (سلبية) لأن المرحلة (تتطلب) أن نكون نبضا واحدا، من أجل (المنتخب الوطني) الذي ليس ملكا لاتحاد كرة القدم، وإنما لكل عمان، من أقصاها لأقصاها، ومن نقطة عرق في الملعب، إلى نقطة حبر في (وسائل الإعلام). أحاول أن أكون متفائلا.. وقد عشت هذا الهاجس قبل الذهاب إلى اليمن قبل عامين، والظروف متشابهة إلى حد كبير، معضلة المحترفين، والاستعداد بمنتخب واللعب بآخر، والتجديد للمدرب، وتصريحات بغياب الوعد وحضور المنافسة، مع عدم تحضير كاف لمفهوم المنافسة في ظل تحديات كبيرة للمنتخبات الخليجية الأخرى الباحثة عن مجدها الكروي، ولو داخل دورة ودية، طالما أن كبار القارة الصفراء لم يعطوهم فرصة ليكونوا على منصات التتويج على مستوى المنتخبات، كبر الأزرق الياباني كثيرا وتعملق، وهناك الزحف الكوري الجنوبي (ولا يمكن اغفال الشمالي أيضا) بموازاة قوة تقليدية (إيرانية) وإضافة جاءوا بها إلينا من القارة الاسترالية، فهل لأبناء الخليج من حضور باق وهم يتراجعون احترافيا وتنظيميا.. حيث (البركة) وحدها من يسير بالأمور، ومع الهزائم يتم (تفنيش) المدرب؟! الطفرة التي عاشتها الكرة العمانية تتجه إلى التكلس، والتراجع، محترفونا في الأندية الخليجية لم يعودوا مبهرين كالسابق، بفعل عامل العمر، والأسباب لهذا وذاك متعددة. والمقياس الحقيقي المتبقي لنا كترمومتر نقيس به حضورنا الكروي هو دورة كأس الخليج. صعدنا إلى المباراة النهائية ثلاث مرات وكان يمكننا الحصول على قصب السبق فيها جميعا، إلا أن المرة الأخيرة أصابتنا بداء القناعة، ولذلك خرجنا في البطولة الأخيرة بخفي حنين، وبتصريحات (لا أسهل لتسويقها). أحاول أن أكون متفائلا.. الأحمر لن يخذلنا. قبل عقد من الزمان كنا نشاهد المباراة ونحن بين خيارين: الخسارة أو التعادل (على أقل تقدير).. وبعد أن كبر الأحمر (وتعملق برازيليو الخليج) لم نعد نرضى إلا بالفوز.