نحو ألف وسبعون دبابة ومدرعة وأكثر من مختلف الطرازات تم تدميرها بشكل كلي أو جزئي منذ مطلع العام 2012 وحتى نهايته، وهو ما يشكل قرابة 11 بالمائة من إجمالي عدد الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود التي يحتكم عليها الأسد. دبابات "تي 82" لا تشارك إلا عند الضرورة مصادر من رحبات التصليح التي تتبع لقوات الأسد أشارت إلى أن ما بين 200 و300 دبابة ومدرعة موجودة بالرحبات بغية إصلاحها من أعطال كبيرة، وبإشراف خبراء روس وأوكرانيين. وبغياب المعلومات الدقيقة عن نسبة الإعطاب في كل طراز من الطرازات التي يملكها الأسد من الدبابات، إلا أن مقاطع الفيديو المصورة تشير إلى أن جميع الدبابات المستهدفة هي من طرازات " تي 55″ بالدرجة الأولى و "تي 62″ و "تي 72″ بالدرجة الثانية، أما العربات المدرعة المعطوبة، فمعظمها من طراز "بي إم 1″. ورغم أن ترسانة الأسد العسكرية تضم دبابات ومدرعات من طرازات أكثر تطوراً هي ( تي 82 ، إم 84 )، إلا أنه أحجم عن إشراكها في العمليات العسكرية التي يشنها في مختلف المناطق السورية، باستثناء مواضع معينة ك "بابا عمرو في حمص" حيث اكتشف النظام أن عناصر الجيش الحر المتمترسين في الحي، يملكون مضادات دروع عالية الكفاءة أسلحة نوعية بأعداد محدودة وراء خسائر الأسد التدمير والإعطاب الذي لحق بدبابات ومدرعات الأسد، يتناسب إلى حد ما مع التقارير الغربية التي تحدثت عن تسليح محدود للجيش الحر، بأسلحة حديثة مضادة للدبابات، وقد تبين من خلال بعض المقاطع المصورة أن عددا من قواذف "شيبون" وصلت إلى أيدي عناصر الحر في حمص، فضلا عن قاذفات ” ميتس” الروسية والتي حصل عليها الجيش الحر من مستودعات جيش الأسد كغنائم أو عن طريق شرائها من ضباط الأسد المرتشين. تدمير بالجملة لدبابات الأسد في إدلب و اعزاز خلال الأيام الأخيرة من شهر يونيو 2012، وفي قريتي “معردبسة” و”خان السبل” جنوبي سراقب في ريف محافظة إدلب، شهد دبابات الأسد تدميراً بالجملة، كما تكرر المشهد في مدينة اعزاز بريف حلب التي دمر فيها ما يزيد عن 50 دبابة ومدرعة، ووصف خبير استراتيجي تلك الوقائع ب"مجزرة دبابات الأسد" وأضاف أنه إذا بقي تدمير الدبابات مستمراً على هذه الوتيرة، فسيفقد الأسد أكثر من 90 بالمائة من دباباته في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر. ويرجع هذا التطور الملحوظ في ارتفاع وتيرة تدمير آليات الأسد ودباباته إلى سببين.. الأول وجود مضادات دروع وإن كانت بشكل محدود لدى عناصر الجيش الحر، وثانيها أن المناطق التي تستخدم فيها الدبابات عبارة عن أرياف وقرى وطرق فرعية ريفية ومدن متوسطة الحجم، ومع هكذا تضاريس يكفي وجود عشرة عناصر من الجيش الحر مسلحين بقواذف مضادة للدروع لتدمير كتيبة مدرعات بكاملها، خصوصا وأن الأسد يرسل جنوده إلى مناطق لا يعرفونها، الأمر الذي يجعلهم مع آلياتهم هدفاً سهلاً.
جنود الأسد ضحايا في دباباته المدمرة غالباً ما يتم تدمير الدبابات والمدرعات وهي تسير على الطرقات، ما يعني أن طواقمها تكون كاملة العدد، ويرتفع هذا العدد في حالة العربات المدرعة "ناقلات الجنود"، وتشير المعطيات الميدانية أن كل دبابة تدمر أو تعطب، يقتل أو يجرح معها طاقمها المؤلف من أربعة عناصر. وفي حالة العربات المدرعة، غالبا ما يسقط في كل عملية استهداف ما بين 10 إلى 20 ضابطا وجنديا، وهذا ما يفسر تركيز الأسد بشكل أكبر على القصف الصاروخي والمدفعي، وعلى سلاح الجو.
الحر يستخدم الدبابات أيضا بقي القول أن ما تم الحديث عنه هنا هو "الدبابات المدمرة والمعطوبة" ولم يتم الحديث عن الآليات والدبابات التي غنمها الجيش السوري الحر، وصار يستخدمها في الاشتباكات مع قوات الأسد وهو رقم ليس بالقليل، ففي مدرسة الشهيد يوسف الجادر "المشاة سابقاً" تم الحديث عن اغتنام نحو 70 دبابة ومدرعة عسكرية هزائم 2012 (147) طائرة خسرها الأسد في مواجهات مع الجيش الحر تواصل القوات الجوية الأسدية إرهاب السكان المدنيين وتُبطئ تقدم الجيش الحر، وبعد مرور أكثر من عشرين شهراً على اندلاع الثورة في سوريا، وسقوط أكثر من 52 ألف شهيد، وأكثر من 200 ألف معتقل، وأكثر من 600 ألف لاجئ إلى دول الجوار، ورغم الانتصارات التي يحققها الجيش السوري الحر على أرض الميدان، وتحريره نحو سبعين بالمائة من الأراضي السورية، إلا أن الأسد مستمر في حصد أرواح السوريين بالمئات يومياً، بسبب تمكنه من قصف أي بقعة في سوريا من الجو وفي أي وقت. متى دخل طيران الأسد الحربي إلى المعادلة السورية مع ازدياد قدرة الجيش الحر وحالة التوحد التي شهدتها الكتائب المقاتلة، اضطر الأسد إلى الاعتماد على قواته الجوية، وفي ابريل 2012 رد النظام على المكاسب الغير المتوقعة للثوار في إدلب وحلب بإطلاق المروحيات للاشتباك مع القرى "المحررة"، وبحلول نهاية ماي 2012 ووصول حدة عمليات المعارضة إلى ذروتها، عمد النظام إلى استخدام المروحيات الحربية بشكل مستمر لتعويض ما فقده من القدرة على التحرك الذي سببته المعارضة عن طريق اعتراض خطوط الاتصال باستخدام القنابل المزروعة على جوانب الطريق ونصب الكمائن. سلاح الجو الأسدي يستهدف المدنيين تستهدف قوات الأسد الجوية المدنيين بالدرجة الأولى، وهذا ما يفسر غاراتها على الأفران والمشافي، ويوجه الأسد طائراته بشكل رئيسي نحو تنفيذ عمليات عقابية وانتقامية بدلاً من تحركات تكتيكية، وقد وقعت غالبية الضربات الجوية ضد المدن والأحياء التي سيطر عليها الثوار بدلاً من أهداف عسكرية محددة تابعة لهم، ففي آغسطس 2012 بدأ النظام يستخدم الطائرات الحربية المجنحة في عمليات تمشيط وقصف بالقنابل مع اشتداد المعارك في مدينة حلب ووصول استخدام المروحيات إلى ذروته، وتمكن الجيش الحر من الرد على قوات النظام الجوية بانخراطه في اشتباك مع عدد محدود من الطائرات وإسقاطها ومهاجمة القواعد الجوية معتمداً بشكل رئيسي على الرشاشات الثقيلة مثل ZU-23 ، ومن أجل تقليل خطر قوة الأسد الجوية سعى الجيش الحر إلى اجتياح القواعد الجوية التابعة للنظام والإغارة عليها بما في ذلك القواعد الموجودة في أبو الظهور ومنغ وتفتناز والقصير، بهدف تقليص عدد الطائرات التي تهاجمهم، مع الاستفادة من نقطة الضعف التي تكون عليها الطائرات عند التحليق أو الهبوط.
حالة سلاح الطيران عند الأسد من بين جميع الطائرات ال "600" التي يمتلكها نظام الأسد (بحسب معهد دراسات الشرق الأوسط في أميركا)، يعتقد أن نصفها فقط معدة وجاهزة للاستخدام، فضلاً عن اختلاف درجة الفاعلية لتلك الطائرات، وبناء على القصور الحاصل في عملية الصيانة على مدى الفترة السابقة والوتيرة الحالية لسير العمليات، يرى محللون عسكريون أن الأسد سيحتفظ بطائراته الأقوى من طراز "ميغ 25" و "ميغ 29" و "سوخوي 24" للاستعداد للتدخل الخارجي، وهذه الطائرات بطبيعة الحال لا يستطيع استخدامها على نطاق واسع، فهي مصممة لمعارك جو- جو وليس للقيام بعمليات جو- أرض، ويشير المحللون أن استخدام الأسد للطائرات الحربية بشكل عام، يشير إلى تراجع قدراته القتالية الأرضية، لذلك اعتمد طوال فترة حربه على الأسلحة الثقيلة (المدفعية الميدانية والهاون والصواريخ) كأداة رئيسية للتدمير وإيقاع الخسائر، إلا أنه تحول تدريجياً إلى القوة الجوية لعرقلة تقدم "الجيش الحر"، لذلك يُنظر للقوة الجوية التي يمتلكها الأسد على أنها الركيزة الأساسية التي يستند إليها في البقاء صامداً حتى اليوم، نظراً لما يحققه هذا السلاح من دور في إبطاء تقدم الجيش الحر.