من رحم الأزمات تخرج المبادرات ، و من المصائب تولد فوائد ، و أزمة جدة الأخيرة مع السيول أبرزت لنا نمطاً جديداً من الشباب التطوعي ، ليس من أبناء جدة والمناطق القريبة منها فحسب بل بتكاتف شباب المملكة من مناطق أخرى بعيدة كشباب المنطقة الشرقية . إن رؤية شباب الوطن وهم يقومون بتقديم المساعدة للمتضررين من المواطنين والمقيمين في سيول جدة ، وكذلك في موسم الحج ، قدم صورة رائعة للعمل التطوعي في المملكة ، كما قدم دعاة العمل التطوعي الجمعي من أمثال الأستاذ نجيب الزامل وفقه الله وغيره ، شباب الخبر وشباب الدمام وشباب جدة وغيرهم من الجنسين على مختلف مسمياتهم ، فالمجتمع بحاجة لأكثر من نجيب في أكثر من منطقة فشعور المواطن عندما يقوم بخدمة وطنه و مجتمعه شعور لا يوصف فخير الناس أنفعهم للناس ، و القيام بالعمل التطوعي الجماعي والفردي رافداً مسانداً للأجهزة الرسمية في القيام بجهودها الإسعافية و الإغاثية . و لعل العمل التطوعي لدينا لم يبرز بشكل واضح ومنظم قبل عشر سنوات أو حتى خمس سنوات على حد علمي سوى من مشاركات معدودة تنظمها الجهات الرسمية والخيرية، بينما للعمل التطوعي و الخيري جذوره الإسلامية حيث حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف ، فإماطة الأذى عن الطريق ، و إعانة الرجل على دابته ، و إصلاح ذات البين ، وغير ذلك من أعمال الخير والبر ، يكتب الله لنا بها الأجر ، وهي نواة العمل الخيري التطوعي ، على المستوى الفردي و الجمعي . للعمل التطوعي و الخيري جذوره الإسلامية حيث حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف ، فإماطة الأذى عن الطريق ، وإعانة الرجل على دابته ، وإصلاح ذات البين ، و غير ذلك من أعمال الخير و البر ، يكتب الله لنا بها الأجر إن تعويد الناشئة على العمل التطوعي هو غرس للقيم الدينية والاجتماعية والوطنية في نفوسهم ولعل أبناء جيلنا يتذكرون أسبوع النظافة ، حيث كانت المدرسة تدفع بنا للمجتمع والحياة العامة للمساهمة في تنظيف الشوارع و الميادين ، و كنا سعداء بهذه المشاركة ، كما كانت الكشافة تؤدي أعمالاً خدمية تطوعية . إن القيام بالعمل التطوعي يورث في النفس السعادة ، فما الذي دفع بسيدة أجنبية عجوز تقف كل صباح لتساعد الأطفال على عبور الشارع ، عندما سئلت هذه العجوز ، عن سبب قيامها بهذا العمل ، أجابت بأنها تشعر بالسعادة . إن كانت الأزمات تبرز الشعور بالانتماء الوطني ، فإن حياة الأمن و الاستقرار تغذي هذا الشعور و تنميه . [email protected]