سيدة ترافق أطفالها وشقاوتهم المعتادة في إحدى رحلات القطار اليومية والمتكررة بين العاصمة الرياض، والدمام مرورا بالاحساء وبقيق, كانت الرحلة مكتظة بالركاب كعادة قطارنا المزدحم في أيام نهاية الأسبوع سوى أن تلك السيدة كان لها ظرف خاص أثناء الرحلة، حيث دلق أحد أطفالها الشاي الساخن جداً على أخته بغير قصد , فتأثرت الطفلة بحروق مباشرة دون أن يكون في هذا القطار الطويل والمستمر الرحلات والحوادث أي طبيب أو حتى مسعف ممارس لمواجهة مثل تلك الحالات أو غيرها، فتطوع الركاب المفزوعون بصرخات الطفلة وحسرات والدتها بصب الحليب البارد على أجزاء جسد الطفلة المصاب بالحروق كمجرد اجتهاد دون أن يكون الحليب البارد العلاج الناجع في مثل هذه الحالات, قطارنا المزدحم يظل هكذا يمارس سيره اليومي المتكرر بحجم مستخدمين دون وجود خدمات طبية أو اسعافية , فمتى توفر المؤسسة العامة للخطوط الحديدية هذه الخدمة وهي أمام توسع مرتقب لخدماتها في عموم المملكة ؟ لكن خلو القطار من الخدمات الاسعافية الأولية جعل ذلك التصرف المتوارث هو الحل الوحيد, رغم أن مستخدمي القطار بينهم المرضى ممن يراجعون المستشفيات الكبرى في الرياض وبكثافة, ويذكر أحد الثقات انه صادف حالات هبوط سكر الدم لبعض الركاب وحالات مرضية أخرى أو حتى إصابات حوادث القطار التي تزايدت مؤخراً وكلها تحتاج إلى تدخل إسعافي سريع, لكن قطارنا المزدحم يظل هكذا يمارس سيره اليومي المتكرر بحجم مستخدمين دون وجود خدمات طبية أو اسعافية, فمتى توفر المؤسسة العامة للخطوط الحديدية هذه الخدمة وهي أمام توسع مرتقب لخدماتها في عموم المملكة؟ سؤال الأمانة .. وفي الاحساء حيث بادرت الأمانة مؤخراً وضمن مشاريع تأهيل وتطوير جملة من الشوارع والميادين في مدن وقرى المحافظة بإضافة لمسات جمالية أمام المارة والعابرين بوضع عدد من المجسمات والمفترض أن تكون جمالية شكلاً ومضموناً, لكنها مع الأسف تفتقد للهوية والمدلول الرمزي، حيث وضعت هكذا اجتهاداً وصرفت عليها مبالغ ضخمة ذهبت لشركات متخصصة دون أن يكون لهواة الفن الجمالي أي مشاركة أو حتى رأي، بل جلبت الأفكار وفقا لذوقية المهندسين في الأمانة دون ارتباط بهوية المنطقة ومخزونها الثقافي الكبير وحراك الفنانين المتنوع هنا, وهو ما يدعونا إلى الطلب من الأمانة للتعريف بمدلول تلك المجسمات وهويتها ومرجعيتها الفكرية لمجرد إقناعنا فقط بمدلول كل مجسم, وعلى سبيل المثال وضع مجسم ضخم للكرة الأرضية في دوار قرية المنيزلة يحلق حوله عدد من الطيور المتأهبة للهبوط وهو نسخة مقلدة من مجسم مشابه موجود في مدخل صالة الركاب في مطار القاهرة يرمز إلى عودة أبناء مصر المهاجرين للعمل إلى وطنهم، بينما مجسم المنيزلة لا يعطي في موقعه نفس المدلول المصري، فأهل المنيزلة لا يهاجرون للعمل لذلك فهو مجرد نسخة مقلدة دون احترافية في التنفيذ , حتى أن بعض الطيور المركبة عنوة حول الشكل الكروي تساقطت تباعاً لسوء التنفيذ في تأكيد واضح على الهدر المتكرس في شوارعنا التي تبدل أرصفتها مع كل ميزانية, وهذا ما يحتم دعوتنا للأمانة إلى ضخ الروح المعنوية في مجسماتها المتعددة في شوارعنا وتعريفنا عليها بأسلوب أدبي لائق لا أن تكون مجرد قطع صماء من الخرسانة ومادة «الفيبرجلاس» وفي استنساخ تتحمل الأمانة مسئولية حقوقه الفكرية, وعليه فالمطلوب من الأمانة فتح المجال بجدية للفنانين المحليين في عموم المملكة للمشاركة بأفكارهم لتزيين ميادين مدننا وقرانا بما يتناسب وثقافتنا, فهل تعيد الأمانة النظر في مجسماتها ؟ Twitter @nahraf904