استبشر مستخدمو القطارات في رحلات متكررة، بين مدينة الدماموالرياض، مروراً ببقيق والهفوف، قبل ستة أشهر، بتدشين القطارات الجديدة، التي استوردتها المملكة من شركة أسبانية، لكونها «سريعة»، وستحل مكان القطارات القديمة، التي بلغت السن التقاعدي منذ سنوات، في انتظار إحالتها رسمياً للتقاعد. وأعلن مسؤولو الخطوط الحديدية، أن طاقم القطارات الجديد «يتميز بسرعة تصل إلى 200 كيلومتر في الساعة، وهو ما يعني قطع المسافة بين الدماموالرياض، في نحو ثلاث ساعات، ما يعطي الأمل لعدد من الموظفين العاملين، في تقليص مدة الرحلة، وقد يغريهم ذلك بالقيام بزيارات متعددة لذويهم طيلة أيام الأسبوع، إضافة إلى الشعور بالراحة خلال السفر، مع الدعم اللوجستي التي ستقدمه القطارات الجديدة. لكن هذه الأحلام ذهبت أدراج الرياح، ولو بشكل موقت، بعد أن تعطلت القطارات الأسبانية، واقتصر العمل مجدداً على القطارات القديمة، حتى تعرض أحدها أول من أمس، إلى حادثة جنوح، تسببت في إصابة عدد من المسافرين. وشّكل القطار «العجوز» بحسب ما وصفه عدد من راكبيه، خلال فترة عمله، التي امتدت طوال 60 سنة، وسيلة النقل «المفضلة»، و»الأكثر أماناً» التي كان يستقلها عدد من المواطنين والمقيمين، خصوصاً طلاب الجامعات والعمال، «على رغم حالات التذمر المستمرة، على سوء الخدمات التي تقدمها المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، على متن هذه القطارات»، بحسب قول سالم المنصوري، الذي كان يهمّ عصر أمس، بركوب رحلة متجهة من الدمام إلى الهفوف، واصفاً الخدمات التي يقدمها القطار ب «المتواضعة، وهي في معظمها خدمات تقليدية». وأضاف سالم، «استبشرنا بالقطارات الجديدة، التي دخلت الخدمة قبل أشهر، لكنها سرعان ما خرجت منها، لتشكّل صورة واضحة لمستوى تدني الخدمات المختلفة التي تقدمها الخطوط، سواء على قطاراتها، أو حتى في صالات الانتظار». وحاولت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، خلال السنتين الماضيتين، تحسين مستوى خدماتها بشكل مغاير لما كانت عليه، ونجحت في تفعيل غرف المراقبة، وتذاكر الحجز الإلكتروني. لكن محمد القديحي، وهو طالب في جامعة الملك سعود في الرياض، ويقطن في مدينة القطيف، ويستعمل القطار في التنقل بينهما، يقول: «لم تنجح المؤسسة في كسب رضا العميل، بفعل الحوادث المتكررة، وسوء الخدمات على القطارات، ما ولّد أزمة ثقة بينها وبين المسافرين». إلى ذلك، انعكس خبر انقلاب عربات القطار، أول من أمس، على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ومنها موقعي «فيسبوك» و»تويتر»، إذ استعرض عدد من المغردين السعوديين، همومهم وقضاياهم المختلفة مع القطارات، فيما تهكّم البعض الآخر على «سوء الخدمات» التي تقدمها الخطوط الحديدية. وقارن البعض بين سرعة القطارات التي استقلوها في عواصم أوربية وأسيوية، مع القطارات السعودية. وأطلق عدد من المغردين في «تويتر»اسم «هاشتاق» على «قطار الدمامالرياض»، للحديث عن هذا الموضوع. وتساءل أحمد الحميدي، في حسابه في تويتر: «لماذا نحن الوحيدون الذين نتعرض للغش في جميع مشاريعنا التنموية، مبالغ خيالية وخدمات سيئة». فيما قالت سمر الغامدي: «فضلاً عن سوء الخدمات التي تقدم على القطار، وحرارة الجو، لم ينفعنا صبرنا بشيء، حتى القطارات الجديدة التي اختربت (تعطّلت) قبل أن تبدأ».