تبنى مجلس الامن الدولي في ساعة متأخرة من مساء الخميس قرارا يقضي بفرض حظر على الطيران العسكري فوق الاجواء الليبية واتخاذ كافة التدابير الضرورية الاخرى لحماية المدنيين من قصف القوات الموالية للقذافي، في الوقت الذي توعد فيه القذافي بمهاجمة بنغازي في نفس الليلة. احد الثوار يقود دبابته في اجدابيا لمواجهة كتائب القذافي
وصوتت على القرار الذي تبنته بريطانيا وفرنسا ولبنان والولاياتالمتحدة 10 دول وامتنع 5 دول من الدول ال 15 الاعضاء في مجلس الامن . ومن بين الدول التي امتنعت عن التصويت روسيا والصين وألمانيا. وشهدت مدينة بنغازي اطلاق نار احتفالا بالقرار ونزول حشود من الليبين الى الشوارع تأييدا له ، كما شهدت جلسة التصويت على القرار القاء كلمات لعدد من مندوبي الدول الاعضاء في المجلس ابتدأها وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الذي دعا الدول العربية للمشاركة في تنفيذ القرار.، ودعا الى البدء بالتنفيذ ليس خلال ايام بل ساعات، مضيفا " يجب ان لا نصل متأخرين جدا". وقال جوبيه ان مجلس حقوق الانسان الدولي قد طالب بالانهاء الفوري للعنف ومحاسبة المسؤولين عنه وان العقيد القذافي والمقربين منه يجب ان يحاكموا واصفا هذه الاجراءات بانها لم تكن كافية وقال السفير البريطاني لدى الاممالمتحدة السير مارك ليال غرانت "لقد اتفق المجتمع الدولي في التعبير عن استيائه من من افعال نظام القذافي وطالبوا هذا النظام بانهاء العنف ضد المدنيين الليبين" وعبر عن استعداد المملكة المتحدة "لتحمل مسؤولياتها" في هذا الصدد. وبدورها قالت سفيرة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة سوزان رايس بعد التصويت على القرار " ان قرار اليوم يمثل استجابة قوية... للحاجات الملحة على الارض". وقالت مصادر مقربة من المجلس إن الهجمات الجوية على ليبيا قد تبدأ خلال ساعات فور إجازة القرار، وأن بريطانيا وفرنسا قد تبدأن الضربات المشتركة الأولى بعد اتفاقهما مع دول عربية للحصول على دعم لوجستي لهذه الضربات. إلا أنه تم تجاوز الاعتراضات الروسية والصينية على مشروع القرار. واجازت آخر مسودة لمشروع القرار اطلعت عليها بي بي سي اتخاذ جميع التدابير الضرورية لحماية المدنيين في ليبيا. وشكر خالد الكعيم نائب وزير الخارجية الليبية في مؤتمر صحفي اعقب التصويت على القرار الدول الخمسة التي امتنعت عن التصويت. واوضح ان ليبيا ابلغت الدول الاوروبية مقدما بأنها سترحب بأي قرار سيصدر من مجلس الامن رغم تحفظها على مسودة مشروع القرار. يبدو أن الثوار الليبيين قد دفعوا القوات الحكومية أو «كتائب القذافي» إلى إبطاء تقدمها شرقاً، وذلك عند مدينة البريقة، الاستراتيجية من الناحية النفطية، غير أن كتائب القذافي نجحت في السيطرة على مدينة جديدة في الغرب هي مدينة زوارة.وقال التلفزيون الحكومي في اشارة الى قوات المعارضة التي تحارب لانهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما : تم تطهير بلدة أجدابيا من المرتزقة والارهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة. والى جانب الطريق الساحلي المؤدي الى بنغازي هناك أيضا 400 كيلومتر من الطريق الصحراوي حتى طبرق قرب الحدود المصرية ما يعني قطع بنغازي عن العالم الخارجي، لكن لم يتضح ما اذا كانت القوات الموالية للقذافي قوية بما يكفي لفتح جبهة ثانية وما اذا كانت قادرة على تسيير خطوط امدادات بطول هذه المسافة. وكان المزاج السائد في بنغازي هو الاصرار، لكن مع قدر من الخوف. وقال محمد ياسري: في الحقيقة نحن جميعا خائفون. قصف جوي وقامت طائرة تابعة للقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي صباح أمس بقصف منطقة قريبة من قاعدة بنينا الجوية دون أن ترد تقارير عن سقوط إصابات. ونقلت صحيفة «برنيق» الإلكترونية عن أحد عناصر الثوار القول: إن طائرة من طراز سوخوي 24 روسية الصنع أطلقت قذيفتين سقطت إحداهما قرب مقابر بنينا والأخرى عند ورشة لصيانة السيارات تابعة للقاعدة دون حدوث أضرار مادية أو بشرية. وأضاف أن الثوار ردوا بهجوم نفذته طائرة من طراز «ميج 36» بعد ربع ساعة من قصف طائرة القوات الموالية للقذافي «وقصفت مطار القرضابية بمدينة سرت». وذكرت الصحيفة أن طائرتين تابعتين للثوار «تمكنتا الثلاثاء، من إغراق بارجتين وإلحاق أضرار بثالثة وتدمير عدد غير محدود من الدبابات التابعة لكتيبة خميس في منطقة المواجهات عند البريقة إجدابيا».