سعُد الشعب السعودي يوم السبت الماضي بمناسبتين انتظرهما طويلا الأولى رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وهو يرأس مجلس الوزراء بعد أن منّ الله عليه بالشفاء بعد العملية الجراحية التي أجريت له وعاش أثناءها الشعب مع قائد مسيرته بكل مشاعره وأحاسيسه والثانية صدور ميزانية تُعد الأضخم في تاريخ المملكة وتحمل في طياتها الخير والنماء . لقد عاشت بلادنا خلال السنوات الثلاثين الماضية طفرات مالية هائلة سخرت الدولة خلالها الكثير مما أفاء الله به عليها من خيرات لبناء البنية التحتية من طرق وخدمات صحية وتعليمية متميزة . أذكر أن الجنرال شوارتسكوف قائد القوات المشتركة عندما زار الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية أثناء الاستعداد لتحرير الكويت أبدى انبهاره بشبكات الطرق ووسائل الإتصالات التي وجدها في المملكة والتي لم يكن يتوقعها . وقد جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس الوزراء قبل أمس لتضع الوزراء والمسؤولين أمام تحد كبير فالميزانيات كبيرة وتغطي الاحتياجات بشكل يفوق ماهو مطلوب في بعض النواحي ويبقى دور الوزراء في تسخير هذه الميزانيات لتحقيق الطموحات . أصبح لزاما على كل مسؤول من واقع مسؤوليته أمام الله ثم أمام ولي الأمر والمواطن أن يبحث عن مواقع النقص والقصور في أداء وزارته ليتفاداها ويعلن بكل شفافية عن ما تحقق وما يتحقق . المشاريع المتعثرة يجب أن يعاد النظر فيها ليعاد تقييمها . يجب أن يُستبعد كل مقصر وكل متقاعس فلا عذر بعد اليوم لتقصير أو تهاون . يجب في ضوء كل هذه الإمكانات التي وفرتها الدولة لأبنائها أن تتم محاسبة كل مسؤول لم يمارس الحد الأدنى من متطلبات عمله من تخطيط ومتابعة . فرحة المواطن في هذا اليوم لن تكتمل إلا بتنفيذ ما ورد في الميزانية من إنشاء مدارس جديدة ومراكز تدريب وتجهيزها واستكمال المدن الجامعية واستكمال وإنشاء وتجهيز مراكز الصحة الأولية وإنشاء 19 مستشفى جديدا وخمس مدن طبية جديدة . أحلام كبيرة ولكنها لن تكون مستحيلة إذا حسنت النوايا وصدقت التوجهات وأحس كل مسؤول بمسؤوليته كما لخصها خادم الحرمين الشريفين عندما قال حفظه الله : «لا عذر لكم اليوم في أي تقصير أو تهاون وأنتم مسؤولون أمام الله ثم أمامنا «. تويتر h_aljasser