قالت صحيفة الإندبندنت بعد زيارة لدمشق إن الأزمة في سوريا باتت صراعًا متعدد الجوانب والأطراف الداخلية والخارجية وأشار إلى أن مَن سمّاهم "المتمردين" يحرزون بعض التقدّم على الأرض، لكن البلاد في مجملها تواجه مأزقًا سياسيًا وعسكريًا. واوضح باتريك كوكبيرن - العائد لتوّه من دمشق إلى بيروت - أن هجمات "المتمردين" على مدينتي حلب ودمشق تعثرت، غير أن القوات الحكومية ليست من القوة بحيث تستطيع طردهم من المعاقل التي استولوا عليها. ومع ذلك أقرّ كوكبيرن في مقال بصحيفة الإندبندنت أون سانداي بأن "المتمردين" يحققون تقدّمًا في شمال البلاد لا سيما في أرياف حماة وإدلب وحلب، لكن تقدّمهم لا يزال يتسم بالبطء. ولاحظ الكاتب أثناء زيارته لدمشق وجود عددٍ قليل من الصحفيين الأجانب في دمشق نظرًا لصعوبة الحصول على تأشيرات دخول، مشيرًا إلى أنه على النقيض تمامًا فإن لمن يسميهم المتمردين آلة إعلامية غاية في التعقيد - بعضها متمركز في الخارج - وكلها تنقل تفاصيل كل حدث مدعومة بأفلام مثيرة، وإن كانت انتقائية، على يوتيوب. وقال: صحيح أن دوي المدافع يسمع في دمشق، لكن المدينة تبقى غير محاصرة، كما أن الطرق المتجهة شمالًا إلى حمص وجنوبًا إلى درعا سالكة وكذلك الطريق المؤدية إلى بيروت. وعندما يستولي على منطقة فإن المدفعية الحكومية تدكّها فتقتل البعض وتجبر البعض الآخر على الفرار. ومضى كوكبيرن إلى القول إن الثورة انقلبت إلى حربٍ أهلية، وإن انتفاضة السوريين على نظام بوليسي وحشي، والتي اندلعت في مارس/ آذار 2011، تبدو يومًا بعد يوم للعلويين والمسيحيين والدروز والأقليات الأخرى حملة طائفية ترمي إلى استئصالهم. وفوق هذا وذاك، ينتاب شرائح من الطبقة الوسطى الحضرية في سوريا خوف من حدوث فوضى بعدما رأت حلب تتعرّض للدمار، وتخشى من حدوث الشيء نفسه لدمشق. وخلص المقال إلى أن المشكلة التي تواجه سوريا في ظل هذه الأزمة تكمن في أنها صراع ينطوي على عدة صراعات. وختم كوكبيرن مقاله بالتأكيد على أن التوصّل إلى تسوية للصراع السوري عبر الحوار أضحى أمرًا حتميًا، رغم أن ذلك قد يستغرق وقتًا طويلًا حتى يصبح ماثلًا، شريطة استبعاد تدخل أجنبي واسع النطاق.